من فم الإعلام الأميركي ندين بايدن هذه المرة، وربما هي ليست الأولى لكنها الأكثر صدقاً رغم كذب الإعلام الغربي إذ انطلقت من فم مجلة ناشيونال انترست الخائف من توريط أميركا أكثر في الشرق الأوسط وعودة جنود أميركا أفقيا في توابيت الهزيمة من سورية والعراق.
فالمجلة الأميركية التي تفوح من سطورها رائحة فكر المحافظين الجدد عادة يبدو أنها تعكس حجم تخوفهم من السياسات التي انقلبت على رؤوسهم سابقاً خاصة في أفغانستان، وحالياً في العراق وسورية، فنظرية الضربة الاستباقية لأعداء أميركا التي تفاخر بها المحافظون الجدد بعد أحداث ١١ أيلول، وانطلقوا منها بتفويض (الهي) مزعوم لجورج بوش في غزو العالم لم تعد تلائم أميركا بل تورطها وهذا ماصرحت به الصحيفة علنا ووصفتها بأنها حروب بلاجدوى بل وثقيلة على الجيش الأميركي ومصالح دولته وأكثر.
المجلة راحت تسخر من رفع واشنطن لشعار الدفاع عن النفس في سورية بقيامها بتجويع السوريين وسرقة نفطهم وغازهم واحتلال أرضهم، ووصفت سياسة واشنطن بالحمقاء، وكادت أن تنفجر المقالة بوابل من الشتائم على الإدارات المتعاقبة في البيت الأبيض والكونغرس وهذا يعكس حجم التخوف الذي تعيشه واشنطن من فكرة المقاومة الشعبية التي توجه صفعاتها إلى القواعد الأميركية غير الشرعية في سورية والتي تحوي جنوداً أميركيين برتبة لصوص للنفط والغاز بمعنى جيش مرتزقة خاصة أن لامبرر حتى قانوني لأميركا في احتلالها الأراضي السورية.
ربما هي المرة الأولى التي تكتب فيها الصحافة الأميركية بهذا الحجم من الفزع محطمة فزاعة الأمن القومي الأميركي الذي ادعى رؤساء أميركا ودولتهم العميقة أن احتلال الأراضي العربية جزء منه.
ألم تقلها دمشق مراراً وتكراراً أن المقاومة الشعبية والجيش العربي السوري سيطردان المحتل الأميركي وهذا ما سيتحقق خاصة أن الإعلام الغربي بدأ يجس نبضات التخوف الأميركي والتوتر من أن تصبح صفحات الجرائد الأميركية نعياً لقواعد واشنطن غير الشرعية وأسماء جنودها خاصة بعد التصرفات الغبية لإسرائيل وتوريطها لأميركا معها في حرب الاغتيالات على مستوى قادة المقاومة الفلسطينية في بيروت والتفجيرات أمس في إيران وغيرها من اللقطات التي يحاول الكيان الصهيوني أن يصور انتصاراً فيها في عدوانه على قطاع غزة بينما تنهض روح المقاومة على امتداد محوره للجم نتنياهو واقتلاع مخالب الدعم الأميركي له.