تجاوزات للمخابز التموينية الخاصة بدمشق وريفها البقاعي لـ “الثورة”: ارتفاع تكاليف الصيانة تقف وراء توقف عدداً منها
الثورة – دمشق – وعد ديب:
تجاوزات من قبل أصحاب المخابز الخاصة يتعرض لها المواطنون عند شرائهم للخبز التمويني في دمشق، وتتعدد حالات الممارسات التي نشاهدها ونسمع عنها بشكل يومي.
دعم المواد التموينية
الغريب أن هذه المخابز تنال حصتها من الدعم أسوةً بالمخابز التابعة للمؤسسة السورية للمخابز، من خلال تقديم المواد التموينية بالسعر المدعوم من دقيق وخميرة وغير ذلك من أكياس النايلون التي تقدم مجاناً لهم، إضافة إلى أن الجهات الحكومية تتحمل أجور نقل وحمولة ما تحتاجه هذه الأفران من مواد.
ومع ذلك مازال البعض من أصحاب النفوس الضعيفة من أصحاب الأفران الخاصة يتلاعبون بقوت المواطن اليومي من خلال إنتاج رغيف مخالف للمواصفات، وبيع كميات من المواد التموينية بهدف الاتجار وتحقيق أرباح مضاعفة، ناهيك عن توقفهم عن العمل دون مبرر.
التلاعب بالوزن
واشتكى بعض المواطنين لصحيفة “الثورة” من معاناتهم عند تعاملهم مع الأفران الخاصة التموينية بدمشق وريفها.
وقال سليمان- موظف ولديه أربعة أولاد: أضطر لشراء خبز بالسعر الحر نتيجة عدم كفاية المخصصات ما يعرضني لاستغلال صاحب المخبز وأشتري بسعر زائد.
وأما أبو محمد- القاطن في منطقة المزة فيقول: معظم الأحيان أحصل على الربطة ناقصة بمقدار رغيف أو رغيفين، فغالباً ما يتم
التلاعب بوزن ربطة الخبز.
واشتكى عدد آخر من المواطنين من أنه لا يوجد وقت محدد لتوقف بيع الخبز ضمن الفرن التمويني الخاص، ومرات عديدة تغلق أبوابه باكراً في وجه المواطنين الذين ينتظرون وصول دورهم للحصول على الخبز.
خروج المنشأة عن الخدمة
صاحب أحد المخابز الخاصة في دمشق يبرر ويقول: إن معظم أصحاب المنشآت والمخابز يعانون من صعوبة الإصلاح والصيانة، وهناك الكثير من الأعطال التي تتعرض لها آلات ومعدات الأفران ويضطرون لشرائها بملايين الليرات من القطاع الخاص، وهذا إن وجدت قطع تبديل.
ويتابع إن المشكلة تتفاقم يوماً بعد يوم وتؤدي إلى إغلاق صاحب الفرن لمنشأته وخروجها عن الخدمة.
أجور يتقاضاها المعتمدون
بينما اشتكى عدد من أصحاب المخابز الخاصة في ريف دمشق، من الأجور التي يتقاضاها المعتمدون لقاء نقل المواد التموينية المدعومة إلى أفران الأرياف ويطالبون بالنقل المجاني أسوةً بمخابز دمشق.
رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الخبز والمعجنات في دمشق وريفها ممدوح البقاعي وفي تصريح لـ “الثورة” قال: مهمتنا تكمن بالوقوف على طلبات الحرفيين وتسهيلها، وهنالك معاناة يتعرض لها الحرفيون من أصحاب الأفران الخاصة التموينية تتعلق بأجور الصيانة المرتفعة للقطع التالفة، ناهيك عن ارتفاع أجور اليد العاملة، يضاف إلى ذلك غلاء المحروقات وتأثيرها على آلية العمل.
وبحسب- البقاعي- تم رفع عدة كتب من قبل اتحاد الحرفيين ليحصل أصحاب هذه المنشآت على مادة المازوت بالسعر الزراعي وليس الصناعي، وذلك للحفاظ على أصحاب المهن للاستمرار بعملها وعدم إغلاق منشآتها، موضحاً أن عدد المخابز التموينية الخاصة في دمشق أكثر من ٤٤مخبزاً وتقدر مخصصاتها من الدقيق والخميرة حسب واقع المكان والكثافة السكانية.
حلقة تكاملية
وعن الأسعار، أوضح رئيس الجمعية الحرفية أن آلية وضع الأسعار والمراقبة لجودة المادة بالأسواق توضع من قبل مديرية الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، ويعد الاتحاد حلقة تكاملية بالتعاون مع حماية المستهلك بالكشف على المخالفات المتعلقة بهذه السلع.
١٨٠ فرناً خاصاً
أمين سر الجمعية الحرفية لصناع الخبز بريف دمشق- ربيع العنيسي- قال: بالنسبة للخبز التمويني فيباع بالسعر المدعوم ٢٠٠ ليرة سورية للربطة الواحدة أسوةً بسعر ربطة الخبز التي تباع بالأفران العامة ضمن مخصصات البطاقة الالكترونية، ويتبع لاتحاد الحرفيين ١٨٠ مخبزاً خاصاً بمحافظة ريف دمشق، وهي مدعومة عبر تأمين الدقيق والخميرة، يضاف إلى ذلك أكياس النايلون التي توزع بالسعر المجاني.
مخالفات بالمليارات
مصدر في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أوضح أن الغرامات المفروضة على المخابز تقدر بمليارات الليرات خلال العام الماضي، وتشمل كل المخابز بما فيها الأفران التموينية الخاصة، حيث توزعت بين سوء صنع وتصنيع الرغيف بالمواصفات المطلوبة وغيرها.