انتهت سنة 2023 بأحداث مليئة بالحزن والحروب الهائلة، في وقت تستمر فيه الإبادة الجماعية لشعب فلسطين.
كلّ الدلائل تشير إلى أن المخطط الصهيوني في قطاع غزة يرمي إلى تهجير سكانه البالغ عددهم أكثر من مليوني فلسطيني إلى خارج القطاع، ولاحقاً يهدف إلى تهجير كلّ الفلسطينيين من القدس والضفة ومن كلّ فلسطين.
اليوم يجري مخطط التهجير القسري لفلسطينيي غزة، وقد أشارت التصريحات الأخيرة لأركان الكيان الإرهابي نتنياهو وبن غفير وسموتريتش أن حكومة العدو تجري اتصالات مع دول أجنبية لترحيل كامل أهل غزة نحو هذه الدول.. تهجير وتشريد جديد لأبناء الشعب الفلسطيني على شاكلة ما جرى سنة 1948 عندما جرى تهجير غالبية الفلسطينيين من أراضيهم وبيوتهم وبلدهم بعد المجازر الصهيونية التي قامت بها العصابات الصهيونية ضد أهل فلسطين لترهيبهم وتهجيرهم وتشريدهم من وطنهم فلسطين.
لم يعد بخافٍ على أحد أهداف العدوان الصهيوني ضد غزة أولها إفراغ القطاع من أبنائه، والتمهيد لإقامة حلقة جديدة من المشروع الصهيوني الأميركي وهي بناء قاعدة عسكرية أمنية من جهة وقاعدة اقتصادية تؤمن المصالح الأميركية والغربية في المنطقة من جهة ثانية.
في 25 كانون الأول 2023، وخلال اجتماع مغلق في الكنيست، ناقش نتنياهو علناً ما أسماه العملية العنصرية لتهجير سكان غزة، ووصف آفي ديختر، الوزير في حكومة العدو أيضاً، العدوان على قطاع غزة بأنه “النكبة 2023” أي تكرار لنكبة 1948.
وسار الوزيران بن غفير وسموترتش على خطا نتنياهو، حيث أعلن بن غفير، وزير الأمن الصهيوني، في 1 كانون الثاني الجاري على منصة X عن مخطط التهجير هذا، مشيراً إلى أن حلفاء الكيان سيرحبون بهؤلاء اللاجئين.
وفي تشرين الثاني الماضي، نشر عضوان في الكنيست من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو مقالاً في صحيفة وول ستريت جورنال بعنوان “يجب على الغرب أن يرحب بلاجئي غزة”.
التهجير القسري أسلوب شائع وأساسي لدى الكيان الإسرائيلي وممارساته وعدوانه منذ احتلال فلسطين قبل ٧٥ سنة – فإن التهجير والتشريد الجماعي للشعب الفلسطيني جزء أساسي من المخطط الصهيوني الذي يريد قلع أهالي غزة من أراضيهم وبيوتهم ضمن مخطط عام خططت له إسرائيل ما يكشف الآن للجميع نيتها الواضحة في جعل تهجير سكان غزة ليس المرحلة الأخيرة من التطهيرالعرقي لقطاع غزة وفلسطين بل بداية جديدة من مخطط يستهدف المنطقة العربية.
فهذه الممارسات الإسرائيلية هي جرائم حرب جديدة ترتكبها الصهيونية ضد أبناء الشعب الفلسطيني وضد أمن المنطقة واستقرارها.. هي جرائم ضد الإنسانية تؤكدها المحكمة الجنائية الدولية.
إن قادة الاحتلال واضحون بشأن إعادة استخدام أساليب 1948 في قطاع غزة اليوم.
لقد تمّ تدمير 70% من منازل غزة بشكل كامل أو جزئي، وتهجير الغالبية العظمى من سكان غزة وليس لديهم منازل يعودون إليها، كما ارتكاب جرائم المجازر يعيد للذاكرة مجازر دير ياسين وغيرها مجازر قُتل أكثر من 21,600 فلسطيني – بما في ذلك ما لا يقل عن 8,500 طفل – بسبب القصف المتواصل لقوات الاحتلال ناهيك عن التدمير المنهجي للمستشفيات في غزة على يد قوات الاحتلال، والناجون يواجهون خطر المجاعة والمرض والقصف.
الولايات المتحدة والغرب لم يحركوا ساكناً ولم يعلقوا على التصريحات الإسرائيلية الاستفزازية غير المسؤولة والتي تؤجج التوترات،
لقد جعلت قوات الاحتلال الإسرائيلية من غزة أكبر مقبرة للأطفال. وفيها تجري إبادة جماعية ، والولايات المتحدة تقف وراء هذه المجازر وهي مسؤولة عن الإبادة الجماعية بموجب أي قراءة بسيطة لاتفاقية الإبادة الجماعية.
إن الناس في العالم أجمع، يراقبون ويستمعون ويقرؤون ويزداد غضبهم يوماً بعد يوم من الدور الأميركي المباشر في تسهيل حمام الدم الذي ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة.
وكذلك أوروبا متواطئة ومتورطة في هذه الحرب التي تشنتها إسرائيل بدعم كامل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
إن تداعيات العدوان الإسرائيلي ستكون كارثية ولن تتوقف عند فلسطين وشعبها وقضيتها بل سينعكس على المنطقة العربية والعالم.
وطبعاً لن يسكت العالم على استمرار هذا الصلف الصهيوني..فقد عمّت المظاهرات والتنديدات الشعبية والسياسية والأهلية ضد الإجرام والاستخفاف الصهيوني بالإرادة الدولية ، وكذلك سيأتي الرد من قوى المقاومة الفلسطينية وفي المنطقة لأنها لن تسمح بتمرير المخطط الصهيوني المعادي لفلسطين والمنطقة وسيفاجىء العدو برد يردعه ويوقفه عند حدّه.