لأننا أبناء الحياة وندرك قيمة المسرح ودوره في المجتمع وفي حياة الأبناء، ولأن الثقافة هي المنارة التي تنقذ المجتمعات من الأفكار الظلامية، كالعادة لم تمرّاحتفالية يوم المسرح العربي مرورالكرام بل قامت وزارة الثقافة (مديرية المسارح والموسيقا ) بالاحتفاء بهذا الحدث في حلب على مدى خمسة أيام على خشبة مسرح نقابة الفنانين والذي خُصص لتكريم الأديب الراحل وليد إخلاصي من خلال إعادة إحياء أحد أعماله بصورة إخراجية جديدة وإسقاطات على الواقع الراهن.
عرضت المديرية مسرحية (ألوان وظلال) المستقاة من عمل (الثرثرة) للأديب الراحل وليد إخلاصي بتوقيع المخرج الدكتور محمد الشيخ، وقد ناقشت ظاهرة حقيقية تمثل العقل ومجموعة من العملاء يمثلون الرجعية والعسكرة الأميركية بطريقة تعتمد على الصورة واللون والتعبير أكثر من الحوار حسب مخرج العمل .
لاشك أن الفكرة جيدة من حيث المبدأ لاسيما أن الراحل وليد إخلاصي قدّم مسيرة مهمة في تاريخ المسرح السوري، تضمنت قرابة الخمسين مسرحية منذ عام 1966فبات يتصدر الأسماء الأولى في الكتابة المسرحية السورية ورغم ذلك فلم نشهد الكثير من المسرحيات التي كتبها الراحل على أرض الواقع .
بعيداً عن الأسباب التي حالت دون تلك المسألة إلا أن حضور الكاتب وليد إخلاصي في أيام المسرح العربي ضروري ومهم ، فهو واحد من أبرز رواد الحداثة الفكرية والأدبية في مختلف الفنون والأجناس الأدبية التي كتبها، قصة ورواية ومسرحاً.
صحيح أن ثمة حزناً داخل لأرواحنا جراء ما يحدث في غزة وأن مجمل ماجاء في هذا اليوم كان حول غزة إلا أن السوريين يواجهون الصعوبات إيماناً بأهمية الثقافة بجميع صنوفها الإبداعية، وخاصة المسرح الذي يجسد الواقع المعاش بكلّ مايحمله لنا من إيجابيات وسلبيات فيغادرالمشاهد وهو يحمل في ذاكرته مشاهد راسخة في وجدانه، على أمل لقاء آخر يتجدد معه حبّ الثقافة والمسرح .