في جردة حساب وزارة السياحة عن أرباحها وعدد السياح للعام الماضي والتقديرات المستقبلية للعام الحالي ، مؤشرات ايجابية لعودة نموهذا القطاع الذي يبدوأنه بدأ يتعافى من مفرزات الحرب.
فالسياحة السورية كانت قبل الحرب تمثل ثقلاً في الاقتصاد الكلي وكانت الإيرادات السياحية تدفع بمؤشرات النمو نحو الأعلى كصناعة حقيقية وفرت فرص عمل إن كانت بشكل موسمي أو بشكل دائم .
اليوم قد تكون السياحة أحد البدائل للاقتصاد الحقيقي إذا ما أُحسن صناعتها لتكون قطباً رئيسياً ورافداً هاماً لخزينة الدولة وقاطرة نمو للاقتصاد الوطني كما في العديد من الدول التي لا تملك صناعة سوى السياحة وتحقق نمواً اقتصادياً مرتفعاً .
إعادة إعمارهذا القطاع يحتاج لمقومات هي موجودة في الواقع لكن ينقصها التطبيق والاستثمار الأمثل لها ، مع ابتكار خاص للتغلب على المفاعيل السلبية التي تركتها الحرب لتحفيز المال الوطني على الاستثمار في هذا القطاع .
دعونا نستفيد من المقومات التاريخية والطبيعية والأثرية والدينية في سورية لرسم رؤية جديدة للسياحة كصناعة استراتيجية ذات مردود اقتصادي كبير .
هذه الرؤية أو لنقل الخارطة تحتاج إلى أفكار خلاقة يصنعها مبدعون، فإعادة الألق إلى السياحة السورية لن يكون من خلال التمنيات فقط ، بل يحتاج إلى مفردات وأفكار جديدة ، فالنيات الحسنة لا تصنع إنجازاً .
السياحة كانت أول القطاعات المتضررة من الحرب وهي آخر من ستتعافى لذلك ينبغي التعامل معها بطريقة حكومية مختلفة عن طرق المعالجة التي نراها في هذا القطاع أو ذاك ، فجميعها كانت تجريبية لا تلامس الواقع الراهن ولا تبحث عن جذر المشكلة رغم معرفة الجميع بها ، لذلك جاءت الحلول ” ترقيعية” قد تصمد فترة زمنية إلا أنها سرعان ما تعود إلى نقطة الصفر .
الاقتصاد لا يتكامل من دون تنمية متوازنة ومن دون تكامل جميع القطاعات الاقتصادية ومنها السياحة التي أصبحت في كلّ دول العالم صناعة تسهم في رفع الناتج الإجمالي لأي اقتصاد.. فهل نستفيد منها ؟