الثورة – دمشق – علاء الدين محمد:
“أرض البرتقال الحزين” عنوان أمسية شعرية، تعود بنا بالذاكرة إلى زمن الستينيات زمن الأديب غسان كنفاني ومجوعته القصصية التي تحمل نفس العنوان.. وما أشبه اليوم بالأمس، كان الأديب يرسم بكلماته قصصه المختلفة حول المأساة والشخصية الفلسطينية.. واليوم يرسم قصصاً لمآسي الناس وحكايا المقاومين الأبطال ويسجل انتصاراتهم.
في ثقافي المزة بدمشق أقيمت الأمسية، وشارك فيها كل من الشعراء عباس حيروقه، وقاسم فرحات وماهر محمد ومحمد محمد والدكتور بهجت عكروش، تحت عنوان “أرض البرتقال الحزين” بالتعاون مع مؤسسة “مبدعون من أجل وطن”.
بدأها الشاعر حيروقه بقصيدة إلى أطفال سورية وفلسطين وأطفال العالم ضحايا العنف، بعنوان: “إذا ما الحمام أطاع الهديل”..
وقفت بليله ثلج كثيف
أنادي البياض
أيا ثوب ربي
أيا ثوب كل الملائكة
في السماء
تعال بدفء الحكايا
بأحضان أم وجدة
وزع براحه كل
الصغار رغيفاً وورده
ووزع على أمهات المخيم
صبراً جميلاً
فهذا بياضك – عفوك ربي
أتقتل فيه رضيعاً على صدر
أم صبيحة عيد ؟؟
إلهي القريب …
إلهي البعيد
بماذا تبرر- عفوك عفوك أيضاً
إذا أمطرتك بيوم الحساب
بكاء عويلاً
بماذا تجاوب سرب الحمام
إذا ما أضاع بهول
الحروب هديلاً.
وشارك الدكتور عكروش- رئيس مجلس أمناء مؤسسة “مبدعون من أجل وطن”- بكلمة قال فيها:
سنبقى في زمن الدفء عندما فرض علينا البرد، وسنبقى في زمن الفرح حين فرض علينا الحزن، وسنبقى في عالم الانتصار وهم يحاولون فرض الذل علينا وفرض الانكسار، لكن سوريتنا ستبقى ولن تنهزم، وعروبتنا سوف تعلو دائماً، من هنا أقول شكراً وزارة الثقافة.
فما أجمل أن تلتقي الرؤى والأفكار، وخاصة عندما يكون العمل من أجل فلسطين وقدس الأقداس، فنحن في سورية خلقنا للعزة، ولن ننسى القدس، خلقنا لنجعل من أطفالنا أيقونة، ونجعل من أجسادنا صواريخ تدك حصون العدو الصهيوني، وكل يقاتل بسلاحه وبقلمه وبعلمه وفكره.
ويرسم الشاعر قاسم فرحات في قصيدته “الفدائي” لوحاته شعرية تعتبر مرآة للواقع، وفيها فضاءات من الجمال والحرية، تمنح المتلقي ثقة وعنفواناً أن الفعل المقاوم سيهزم الخانعين ويرسم معالم النصر المبين، يقول:
شبابنا في سماء المجد كالقمر
يسطرون الهدى في دفتر القدر
باتوا على أهبة الإقدام ليلتهم
وشرعوا روحهم في سكة الظفر
أما رأيتم عيون الأفق ساهرة
جاءت لتحرسهم من أعين الخطر
أما رأيتم أكف الريح راعشة
جاءت لترقب مسراهم على حذر
هم أشعلوا بأسهم في كل منحدر
وعلمونا لغات البرق والمطر
وحينما سكبوا في الأرض أنفسهم
تفتحوا من عروق الأرض كالزهر
وشارك بقصيدة ثانية تحت عنوان “الطوفان”، في هذه القصيدة تتراوح رؤية الشاعر بين الحزن والتفاؤل، وما بين الأمل والفخر، الشاعر رسم صورة الشخصية الفلسطينية المقاومة بامتياز، القصيدة تبوح بحكايا الأبطال وعبق الشهيد والشهادة يقول:
هم أفلتوا من سياج القهر وانهمروا
في باحة الفجر لا خوف ولا حذر
إذ يعبرون وعين الله تحرسهم
والقلب يتبعهم والدرب والشجر
ما همهم أن كف الريح عاتية
فالروح عالية والحق ينتصر
يا أمنا الأرض قولي كيف ننصفهم
لقد تراخت على أذهاننا الفكر
ما أخطر الحرب يا أماه هم رفعوا
سقف اللغات فماذا تنفع الصور
يا ناس غزة هذا اليوم عامرة
بالمجد يولد في أرجائها الظفر
ما ودعت قمراً إلا بدا قمر
وما هوى حجر إلا نما حجر