الثورة – دمشق – رفاه الدروبي:
أدار مدير المركز الثقافي العربي في أبي رمانة عمار بقلة دفَّة محاضرة ثقافيَّة بعنوان: “معركة طوفان الأقصى وانعكاسها على المشهد الثقافي”، مُستهلَّاً حديثه أنَّ العملية تجاوزت في شكلها وتأثيرها حدود المواجهات التخطيطية، وبدأ الإعلام السوري والعربي يواكب أحداثها عبر وسائله المختلفة منذ الساعات الأولى لتوغُّل المقاومة الفلسطينية داخل الأراضي المحتلَّة، فقد نقلت المحطات الوقفات الاحتجاجية وتضامن الملايين مع الشعب الفلسطيني لنقل ما يجري في الداخل، وفضح جرائم الاحتلال ومجازره الوحشيَّة، كما أضاء الأدباء والشعراء والمفكِّرون والمثقَّفون ما يجري على أرض غزة الصامدة من انتصارات وبطولات.
مدير مؤسسة القدس للثقافة والتراث الباحث محمد أبو جبارة شبَّه العملية بالزلزال، ولها ارتدادات ثقافية تركت أثراً على الوعي العربي بشكل مباشر وغير مباشر، تجلَّى بالوعي في طرح المؤلفات والكتب والكتيِّبات والنشرات، ومدى تأثيرها على المتلقِّي.
الباحث أبو جبارة أشار إلى لجوء بعض الدول العربية لتعديل المناهج الدراسية لمادة الثقافة القومية في كلٍّ من سورية والعراق، لافتاً إلى ما أفرده الإعلام لمعركة “طوفان الأقصى” في مجالاته كافَّةً سواء في البرامج التلفزيونية أم الإذاعيَّة، وإصدار ملاحق لها في سورية والدول العربية.
كما بيَّن أنَّ إعلام “العدو الصهيوني” مدروس بأسلوب ممنهج وليس اعتباطياً، ولابدَّ من مواجهته بالخروج من الأسلوب الكلاسيكي والاتجاه نحو توعية الفئة الشابَّة ومواكبة الحدث.
بينما أغنت مداخلات الحضور نقاطاً مهمة في المحاضرة وأضاءت جوانب كثيرة، منها: أنَّ معركة طوفان الأقصى تركت أثراً في مختلف المناحي الثقافية من أجل قضية وطن وشعب شُرِّد من أرضه ووطنه، منوِّهين بأن المشهد الثقافي في سورية قدَّم كل ما يستطيع تقديمه وأبرز أنَّ الشعوب لها الكلمة الأولى والأخيرة، مؤكِّدين أهميَّة توعية الأجيال الصاعدة تجاه قضيتهم باعتبار أنَّ عملية “طوفان الأقصى” كشفت عورات كثيرة، ولابدَّ من إجراء دراسات موضوعيَّة على الألفاظ والتراكيب حتى لا يكون لها آثار سلبية، وضرورة البحث عن الحلول بأسلوب ممنهج وعقلاني بهدف تغيير النظرة تجاه القضية الفلسطينية عالمياً.
السابق