الثورة – همسة زغيب:
تعتبر الحداثة والمعاصرة ضرورة لا بدّ منها في العمل الفني، كي يصنع الفنان شيئاً جديداً، فالفن تصوير حقيقي يعكس الحالة الشعورية الصادقة للفنان التشكيلي.
تعد الفنانة التشكيلية والدكتورة سوسن الزعبي من رواد المدرسة التجريدية والتعبيرية في الفن العربي المعاصر، وتعتمد في مجموعة لوحاتها الجديدة بشكل عام على تجميع الألوان الطبيعية المتداخلة فيما بينها،
فتعطي لوحاتها أكثر حركة وحيوية وعفوية باستخدام الألوان التلقائية والألوان الزيتية، معبرة عن انفعالات الحالة الداخلية والتعبير العاطفي في اللوحة، معتمدة الألوان الزاهية والعنيفة التي تعالج بها الأشكال حيث تتجه من خلالها إلى التوازن، وبالنسبة للسطح التصويري للحارات الدمشقية القديمة ونوافذها والعناصر الإنسانية والعلاقات اللونية التجريدية فقد تظهر في لوحاتها بعفوية مطلقة وسلاسة، وتتجه إلى التكثيف اللوني، معبرة عن عواطفها وأحاسيسها الداخلية.
وتختار التشكيلية الزعبي حارات دمشق القديمة كموضوع أساسي في لوحاتها، كونها تمثل عراقة وأصالة سورية وعلاقتها الوثيقة بالعاصمة الثقافية دمشق كأقدم عاصمة مأهولة في العالم تمتد في التاريخ لحوالي 10 آلاف عام.
ثم بدأت الفنانة في رسم لوحاتها بتقنية الكولاج وهو أحد الفنون الحديثة والممتعة التي تقوم على تجميع مجموعة من الأشكال المختلفة ومتعددة المصادر، وتوظيفها لتشكيل لوحة واحدة جديدة ولها أهمية كبيرة لما تحمله من رسائل فكرية وبصرية تريد إيصالها للمشاهد.
تعتبر التشكيلية سوسن أن فن الكولاج بحدّ ذاته عمل فنيّ خالص، وهو في قاموسها الفنيّ من أساسيّات التّكوين، للبوح بما يجول في داخل كل فنان من الأشياء التي لم يبح بها أحد من قبل.
يذكر أن الفنانة التشكيلية سوسن الزعبي من مواليد دمشق عام ١٩٦١، درست الفن في محترفات كلية الفنون الجميلة، حاصلة على دكتوراه فلسفة في علوم الفن في العام 1991 من جامعة “ستروغونوف” في روسيا، وبكالوريوس فنون جميلة عام 1983 من جامعة دمشق رئيسة لقسم الاتصالات البصريّة في كليّة الفنون الجميلة بجامعة دمشق، وشاركت في عدد من المعارض والمهرجانات الفنية داخل سورية وخارجها.