الثورة- همسة زغيب:
يرصد كل فنان المشهد لترجمته بشكل واقعي وملموس، ويتجلى ذلك في لوحات معظم الفنانين التشكيليين التي حاكت تضحيات وبطولات الشعب الفلسطيني، للتعبير عنها وعن الوحشية الدامية التي وصل إليها العدو الإسرائيلي.
لفتت القضية الفلسطينية اهتمام الفنانين التشكيليين والباحثين في مجالات الفنون المختلفة، وحضرت في عديد من الأعمال التشكيلية لفنانين فلسطينيين وعرب وأجانب، فقدموا جملة من الأعمال التي تناولت الحياة والمواقع التاريخية المؤثرة فيهم، هكذا أرخ الفن هذه اللحظة التاريخية والحضارية حفاظاً على الإرث الفلسطيني كرمز تاريخي راسخ من رموز النضال، كان ولا يزال وسيبقى مستمراً حتى تعود للإنسان والأرض كرامتهما المسلوبة.
بريشته الصغيرة وفنه الساحر رسم الفنان محمد الركوعي من المعتقل داخل سجون الاحتلال القدس والأقصى والأراضي الفلسطينية وقضيتها بقوة تعبيرية صادقة جمع فيها الواقع والخيال، فصور بلوحاته ما يدور في قلب الشعب الفلسطيني من آلام مؤثرة وفاعلة وفضح العدو ومؤامراته الوحشية، بهدف دعم المقاومة واستمرار الحياة والتحرير والعودة والتمسك بالتراث الفلسطيني وحب الأرض.
وأوضح الفنان الركوعي لصحيفة الثورة أن الفن التشكيلي جسد صراعاً مريراً خلال 75 عاماً، والفلسطينيون يتعرضون لعملية بطيئة من الإبادة العرقية، ولكن في الأعوام الأخيرة تحولت هذه العملية إلى حرب إبادة جماعية، مشيراً انه رصد الأحداث المريرة بلوحاته، وذلك باستخدام لون الأكرليك الذي يستجيب إلى الأفكار وفنية اللوحات، بدقة متناهية، بألوان متنوعة ممزوجة، وأسلوب فني مختصر بسيط، الهدف منه إبراز وتأكيد موضوع اللوحة الأساس لفلسطين والحرم وقبة الصخرة الذهبية، وابراز الطفولة المسلوبة ممزوجة بالدماء، مشيراً ان هذه اللوحات مؤثرة وفاعلة لفضح جرائم العدو ومؤامراته، ولمساندة شعبه لتحقيق حلمه وحلم الأجيال القادمة، ودعماً للشهداء وللصامدين في الأراضي الفلسطينية، لافتاً إلى صمود ورسوخ الشعب الفلسطيني في أرضه كمفتاح للأمل والنصر القريب.