الثورة-ديب علي حسن:
مخطء من يظن أو يعتقد أن الغرب ليس شريكاً فاعلاً في الإرهاب الصهيوني المستمر على المنطقة بدءاً من فلسطين، وقد دخل العقد السابع ونيف وهو يزداد وحشية وضراوة والغرب يزداد دعماً له.
وكل يوم تتكشف حقائق عما قدمه وفعله الغرب لدعم هذا الكيان الذي أقامه بقوة النار والبارود.
بايدن الرئيس الأميركي الشريك في العدوان على غزة يعلن بكل صلف أن (إسرائيل) ضرورة ولو لم تكن موجودة لاوجدناها..
بينما يقول وزير خارجيته إنه الآن ( يهودي) قبل أن يكون أميركياً.
تاريخ الكيان الصهيوني الإرهابي معروف للغرب كما أشرنا، وقد فضح هذا التاريخ الكثير من الباحثين الغربيين المصنفين، وهنا نتوقف عند كتاب “دولة الإرهاب: كيف قامت إسرائيل الحديثة على الإرهاب” الذي ألفه الكاتب الأميركي توماس سواريز، يقع في 528 صفحة من القطع المتوسط، وصدر عن سلسلة “عالم المعرفة” الكويتية، وترجمه إلى العربية محمد عصفور.
(يعتبره النقاد من أهم التحليلات المحكمة للعنف الذي استخدمته الحركة الصهيونية ضد الفلسطينيين، ويكشف الطرق الإرهابية التي استخدمتها لإنشاء الدولة اليهودية في فلسطين، ويصفها بالطرق المنهجية، فالقيادات الصهيونية آمنت بمقولة إن هذا “إرهاب ضروري لتحقيق الهدف”.
وفي الكتاب يعود الكاتب إلى وثائق بريطانية لم تنشر من قبل، أوراق سرية ومراسلات دبلوماسية وتقارير مخابراتية، تعلقت بالقتل والخطف والتفجير من 1940 حتى 1950.
وحسب الكثيرين فإن هذا الكتاب يعد خرقاً لمسار التاريخ، وداحضاً للرواية التي يعرفها الغرب (ويصدقها) عن خلق الكيان الصهيوني، فقد تضمن الكتاب وصفاً تفصيلياً، مدعوماً بالوثائق، للمجازر التي وقعت في القرى الفلسطينية، عدا عن العمليات ضد البريطانيين لدفعهم لإنهاء الانتداب ليأخذ الصهاينة مكانهم.
ويورد الكتاب اتفاقية هافارا للتسفير “1933”، بين الصهاينة وألمانيا النازية، ونصت على “إن اليهود الذين يغادرون ألمانيا إلى فلسطين، يمكنهم استعادة بعض أموالهم باستعمال تلك الأموال لشراء المصنوعات الألمانية التي يمكنهم بيعها بعد ذلك.
وفي عام 1937 أصدر تقرير اللجنة الملكية لفلسطين، ادعى الصهاينة أن اليهود ينتسبون إلى قومية قديمة بالدم، وأن لهم حقوقاً تمنحها لهم التوراة، فاقترحت البعثة تقسيم فلسطين إلى دولتين، المؤسسة الصهيونية رحبت، لكنها رفضت الخطة لأنها لم تعطِهم فلسطين كلها؟.
ويتوقف سواريز عند إرهاب المنظمات الصهيونية:الذي “أدى الخوف من انتصار النازيين إلى ممارسة منظمتي الأرغون والهاغانا الإرهاب في أثناء الحرب العالمية الثانية، لكن ذلك لم يحظ بموافقة كل الأعضاء، فانشقت عنها مجموعة يقودها أفراهام شتيرن، وكانت عصابة شتيرن “وهو الاسم الذي عرفت به”، أو ليحي “وهو الاسم الرسمي”، أشد المنظمات الرئيسية الثلاث تطرفاً، وفي أواخر عام 1940، سعى شتيرن إلى إيجاد تحالف بين ليحي والنازيين.
وقد صيغ تفاهم ليحي مع الفاشيين الإيطاليين في “اتفاقية القدس للعام 1940” واقترح فيها أن يساعد الفاشيون في هزيمة البريطانيين في فلسطين، ومن ثم “استعمال كل ما لديهم من قوة لإنهاء الشتات اليهودي”، أي أن يعمل الفاشيون على تدمير كل المجتمعات اليهودية غير الفلسطينية نيابة عن ليحي، ونقل سكانها بالقوة إلى المستعمرات الصهيونية.
ويعرج سواريز على إنشاء الوكالة اليهودية فرق للرحالة، للحصول على معلومات دقيقة وشاملة عن المناطق العربية، وكانت الصور التي يلتقطها المتجولون تعالج في مختبر للصور يعمل في الظاهر على أنه شركة ري، أما رسم الخرائط، فكان يقوده شخص تابع للجامعة العبرية يعمل في مجال الطوبوغرافية، وعمل أيضاً رسام خرائط للبريطانيين، وتضمنت المعلومات التي جمعوها طوبوغرافية كل قرية، وطرق الوصول إليها، وميزات أراضيها، وينابيعها، ومصدر دخلها الرئيسي، وتركيبتها الاجتماعية السياسية، وانتماءها الديني، وأسماء زعمائها، وأعمار أفرادها، ودرجة عدائها للمشروع الصهيوني، لمعرفة أفضل الطرق لمهاجمة القرى، وتوسعت التفاصيل لتشمل الفلاحة والزراعة وعدد الأشجار، ونوعيه بساتين الفاكهة، ومعدل الأرض للعائلة الواحدة، وعدد السيارات، وأسماء مالكي الدكاكين، والعاملين في الورش، وأسماء أصحاب المهن والمهارات التي يتقنونها، وفي عام 1948 كانت لدى الجيش الصهيوني صور وخرائط وخطط وإحصاءات دقيقة عن القرى والقرويين المراد محوها. “في كتابه التطهير العرقي يقول إيلان بابه إن هذه الإحصاءات كانت جاهزة عام 1933”.). الكتاب يقع في أكثر من ٥٠٠ صفحة من القطع المتوسط وقد صدر عن سلسلة عالم المعرفة الكويتية وهو يذكرنا بكتاب مهم آخر هو اختلاق إسرائيل..
المهم أن الكتاب وثيقة غربية بقلم باحث أميركي مهم له مكانته العلمية والفكرية وقد استطاع توظيف الكثير من الوثائق في دراسته هذه التي يجب أن تبقى حاضرة لفضح العدوان الصهيوني الغربي على الأمة العربية وليس فلسطين وحدها .
بعد رفع سعر ليتر المازوت لقطاع الدواجن.. سعد الدين لـ “الثورة”: القطاع على المنفسة وأبطل إيجابيات ومحفزات القرار ١٠٩
الثورة – دمشق – وفاء فرج:
أكد رئيس لجنة الدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين في تعليق على قرار رفع سعر المازوت من ٢٠٠٠ ليرة إلى ٨ آلاف ليرة، أن هذا القطاع محكوم عليه، كلما عالجنا عقدة تظهر عقدة أخرى ويزداد التشابك، منوهاً بأن قرار وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ١٠٩ الذي شاركنا كاتحاد مع الوزارة والمؤسسة العامة للدواجن بصدوره كان قراراً رائعاً جداً، فقد سمح للمداجن غير المرخصة بدخول العملية الإنتاجية وأصبح لدينا أرقام جيدة، وصلت نسبة المداجن غير العاملة التي دخلت الإنتاج إلى ٢٣%، لافتاً إلى أنه لدينا في سورية ١٣٤٣ مدجنة والعامل منها ٤٣٤٢ مدجنة، وبالتالي عندما يدخل التربية ١٦٣٥ مدجنة بعد هذا القرار فهذا أمر جيد لتوفر المادة وانسيابيتها في الأسواق، خاصة أنه تم التجاوب من قبل الحكومة وصدرت توصية رقم ٦٤ بتاريخ ٤/ ٩/ ٢٠٢٣ وموجبات القرار ١٠٩ موافقة اللجنة الاقتصادية بأن تعطى مادة المازوت للمداجن بألفين ليرة سورية تشجيعية وألحقوا به مسالخ الفروج، وبصدور رفع سعر المازوت أفرغ القرار ١٠٩ من مضمونه.
وبين سعد الدين لـ “الثورة” أن العبء الواقع على المربين هو تآكل رأس المال بالتضخم، مبيناً أن قرار رفع سعر ليتر المازوت إلى ٨ آلاف ليرة سوف يؤدي إلى عزوف المربين عن التربية خاصة أنه انعكس سلباً على القرار ١٠٩ الذي شجع بدخول المداجن غير المرخصة للإنتاج وإعطائها ميزات مساعدة، حيث كان سعر المازوت ألفي ليرة ومع رفعه إلى ٨ آلاف ليرة سيتخلى المربون عن التربية.
وقال: كنا نعمل منذ ثلاثة أشهر على منح هذا القطاع المزيد من التسهيلات لتشجيع المربين على التربية ومنها القرار ١٠٩، وتساءل عن سبب وكيفية صدور رفع سعر المازوت على المربين، مبيناً أن لا أحد يعلم كيف وهو قرار مبهم على الرغم من أن الحكومة عملت على مساعدة القطاع إلا أننا نفاجأ بقرار لجنة المحروقات برفع السعر، وحتى المسالخ طلبوا منهم العودة إلى شرائه بسعر ١٢ ألفاً لليتر، وبالتالي كيف كمربين نستطيع تخفيض النفقات، موضحاً أن قرار رفع سعر المازوت سيؤدي إلى تخلي المربين عن التربية، خاصة أن هذا القرار قضى على مفعول القرار ١٠٩ وإيجابياته وبدأت العملية الإنتاجية تتعافى، وكاتحاد دعونا المربين وشجعناهم بأن الأمور تسير نحو الأفضل وأصبح لديهم ارتياح كبير بالعودة للمداجن وحتى غير المرخصة منها ليس لديهم خوف.. إلا أن صدور قرار رفع سعر المازوت أحبط المربين.
وأضاف سعد الدين: إن السماح بالاستيراد لمنتجات الدواجن يعني القضاء على هذا القطاع ولا أتوقع أن الحكومة ستقدم على اتخاذ هذا القرار ولا يوجد دولة بالجوار أسعارها أرخص من المنتج داخلياً، وقال: لدينا ١٣٤٦٠ مدجنة موجودة وتمتلك البنية التحتية ولا نطلب من الدولة إقامة البنى التحتية للمربين ولا نريد سوى المازوت للحفاظ على ماء وجهنا، خاصة أننا قادمون على شهر رمضان الكريم والقوة الشرائية للمواطن ضعيفة، مبيناً أن رأس المال تآكل وشح البضاعة من العرض بالسوق سيرفع من سعرها وضمن الوسطاء الموجودين، فعندما نتحدث عن سعر كرتونة البيض ونحن نشتريها ب ٦٧ ألف ليرة والتسعيرة التموينية ٥٨ ألف ليرة بينما نحن كمربين تكلفتها علينا ٥٦٨٠٠ ليرة مبيناً أننا كمربين نقبل بالربح القليل لنعمل.
وقال: نحن كنا متفائلين ووضعنا خطة بالتعاون مع وزارة الزراعة بعد صدور القرار ١٠٩ جاء قرار رفع سعر المازوت الذي لم يستوعبه أحد من المربين وخلق مشكلة، علماً أننا حصلنا على المازوت من حصة وزارة الزراعة من المحروقات ولم نحمل شركة محروقات أي عبء، في حين لو أردنا الحصول على المازوت من السوق السوداء فهو موجود وبأسعار مرتفعة.
وبين أن المربي الذي سيحصل على مازوت بسعر ٨ آلاف لن تكفيه الكمية وسيحتاج إلى كميات إضافية من المازوت سيشتريها من السوق بسعر ١٥ ألفاً لليتر معتبراً أن هذا يعتبر انتحاراً، مؤكداً أن الدواجن ومنتجاتها أمن غذائي لسورية ولسنا نسعى وراء الربح وإنما هناك تكاليف مرتفعة على المربي.
وأشار سعد الدين إلى أن المربين اليوم على المنفسة جراء رفع أسعار المازوت والخوف بعد أربعة أشهر ألا يوجد فروج بياض، وبالتالي يجب تعديل هذا القرار، وإذا كنا سنستمر به يجب كحل أن يمنحوا المربين كامل الكمية من المازوت كي يستطيعوا الاستمرار ولابد من إجراءات تدعم القطاع حتى نوفر المادة في السوق وإعادة النظر بالقرار.