الاحتلال يتهرب.. والعالم ينتظر

فؤاد الوادي:
من الواضح جلياً أن قرار محكمة العدل الدولية بفرض “تدابير مؤقتة” على كيان الاحتلال لمنعه من ارتكاب المزيد من المجازر والإبادات الجماعية بحق الشعب الفلسطيني، لم يؤثر برغم أهميته القانونية والأخلاقية والإنسانية حتى اللحظة على مجريات العدوان الإسرائيلي على غزة، لجهة وقف العدوان وردعه للكيان الصهيوني عن ارتكاب المزيد من المجازر الجماعية، بل على العكس من ذلك تماماً فقد استشرس الاحتلال في وحشيته وجرائمه أكثر وأكثر مرتكباً عشرات المجازر التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
وبرغم الإجماع على أهمية هذه الخطوة لجنوب إفريقيا، وأهمية هذا القرار التاريخي الذي يسائل الكيان الصهيوني لأول مرة على جرائمه ومجازره منذ نشأته المشؤومة على أرض فلسطيني، إلا أن التاريخ الطويل للكيان الصهيوني المتخم بالإرهاب والقتل الجماعي يؤكد لنا أنه ما لم تتوفر إرادة دولية جماعية لمحاسبته وردعه فإنه سيبقى طليقا، وسيستمر بجرائمه ومجازره، لاسيما في ظل الدعم والغطاء الأمريكي الذي يحميه من المحاسبة ويقف عائقا في وجه تنفيذ مئات القرارات الدولية التي صدرت ضده.
وبالرغم من أن القرار والتدابير الطارئة التي أقرتها محكمة العدل الدولية ضد الاحتلال الإسرائيلي يعد خطوة قانونية مهمة على طريق السعي لتحقيق العدالة وتقديم الدعم للقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان واتفاقيات الأمم المتحدة، إلا أن هذا القرار قد فقد مضمونه مع إعلان الكيان الصهيوني عدم الالتزام به بكل وقاحة وتحد للأمم المتحدة، وهذا يعزى إلى عنجهيته وغطرسته وإبقائه دون محاسبة طوال العقود الماضية التي كانت متخمة بالممارسات الاحتلالية والوحشية بحق الشعب الفلسطيني وبحق شعوب المنطقة.
لكن وبعيدا عن تهرب ” إسرائيل ” من الالتزام بهذا القرار، إلا أنه يبقى تاريخياً لجهة تداعياته وارتداداته الكارثية من الناحية السياسية على المدى المنظور والبعيد عليها، خاصة وأن كل ما جاء في فحوى الدعوى التي قدمتها جنوب أفريقيا ضدها قد قبلت، فيما رفضت ادعاءات ممثل الاحتلال، أي أن هذه الدعوى وبغض النظر عن تنفيذ مخرجاتها فإنها سوف تكسر حاجز الخوف وتشرع الأبواب على دعوات مماثلة ضد هذا الكيان المجرم  وزعمائه المجرمون لمساءلتهم ومحاسبتهم، بعد أن شاهد العالم أجمع المجازر الفظيعة التي لا يزال يرتكبها بحق الأطفال والنساء والأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، كما أن هذا القرار سيكون مسانداً لتلك الدعاوى، ودليلاً كافياً لفتح ملفات تحقيق ضد “إسرائيل”، إضافةً إلى التسهيل على محكمة الجنايات الدولية للبدء بإصدار أوامر اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة.
وأصدرت “العدل الدولية” توجيهات فورية لـ”إسرائيل” تشمل الالتزام الفوري بعدم ارتكاب أي انتهاكات من قبل قواتها العسكرية، وأكدت أنه يتعين عليها اتخاذ التدابير اللازمة ضمن اختصاصاتها، لمنع ومعاقبة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.

 

اقرأ في الملف السياسي: دلالات المحاسبة.. للمرة الأولى “إسرائيل” قي قفص الاتهام!

آخر الأخبار
جهود مضنية لاحتواء حرائق غابات في جبل التركمان والفرنلق حرائق الساحل.. ترميمها يحتاج لاستراتيجية بيئية اقتصادية اجتماعية خطة طموحة لتحسين خدمات المستشفى الوطني الجامعي.. استشارات وحجز مواعيد وتفاعل مع المرضى والمواطنين بك... أريحا بتستاهل.. مبادرة تطوعية تؤهل أكبر حدائق المدينة أطفال الشوارع.. براءة مهدورة.. انعكاس لأزمة مجتمعية وتجارة يستثمرها البعض  تمديد فترة استلام محصول القمح في ديرالزور استئناف استلام محصول التبغ في حماة إنهاء التشوهات في سعرالصرف يتطلب معالجة جذرية  التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين