الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
حرفٌ في مربعٍ صغير في جدولٍ يحوي أعمدة وصفوفاً من المربعات الفارغة، يثير فضولنا لنكتشفه، نفكّربه، لنقرنه مع أخيه الحرف لنخلق من الحرف كلمة، والكلمة ليست عاميّة كما نتكلّم، بل كلمة باللغة العربيّة الفصيحة، وهو ما نؤكّد عليه حين نقرأ، فكيف إذا ساهمت اللعبة في ترسيخ الكلمة الفصيحة في حياتنا اليوميّة!.
لعبة الكلمات المتقاطعة ممتعة لنا ولأطفالنا الصغار ،لاسيما في المراحل التعليمية الأولى، لعبة بدأت في صحيفة نيويورك عام 1913 ثم انتشرت إلى بقيّة العالم، أذكر جيداً حين كان جدّي وأبي يحملان الجريدة الورقيّة لاكتشاف الكلمات المتقاطعة، أما جيل اليوم وبعد أن تحوّلت الصحف الورقيّة إلى إلكترونية وولوجنا العالم الرقميّ انتشرت بشكل أوسع عبر جوّلاتنا ما سمح لأطفالنا متابعتها والإدمان عليها وخاصة الأطفال عشّاق القراءة والاكتشاف، كطفليّ اللذين يكتشفان الكلمات الفصيحة بعد كلّ جولة من اللعبة فيرددان الكلمة الجديدة، فاللغة العربية لغة ثريّة لا تقف عند معنى واحد بل تحمل كلّ كلمة عدّة معان وهنا تكمن مغامرة اكتشافها، ولابدّ أن نذكر وكما نقول لأطفالنا لغتنا العربيّة اليوم تحتل المركز الرابع أو الخامس من بين اللغات الأكثر انتشاراً في العالم، وعمرها نحو ألف وخمسمئة عام، فلنفتخر بها ولنحافظ عليها ولنسمّ الأشياء بمفرداتها اللغوية الفصيحة ولنتعلّم ونحفظ ونقرن القراءة بالكتابة، ليسهل علينا تطبيقها في حياتنا العلمية والعملية التي في تطوّر مستمر، كلغتنا المرنة التي تتحدى العولمة بإثبات قدرتها على التفاعل مع التجربة العلمية العالمية الحديثة واستيعابها للحضارة الغربية قديماً وحديثاً والاعتناء بعلمائها وشعرائها وأدبائها، لغتنا هويتنا وهي انتماؤنا إلى عروبتنا مهما حاول دخلاء اللغات الأخرى ستبقى لغتنا العربيّة الأم التي سطعت منذ فجر التاريخ.
العدد 1177 – 6 -2 -2024