الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
يكاد يختفي، بالكاد بتنا نسمع عن حركة نقدية تواكب المنتج الإبداعي أيًا كان نوعه، بل يطل علينا عبر حملة إعلامية لاهم لها سوى المديح وتقديس العمل والحديث عن نجومه باعتبارهم قدموا كنزهم الثمين.
من يخرج عن سرب المدح يعامل كأنه منبوذ، يهمش حاله كحال النقد حاليًا، ما الأسباب التي جعلت النقد يتلاشى وتغيب كل المقولات التي تتغنى بأهميته وبطبيعة العلاقة التي تربط الناقد بالكاتب.
سابقًا في فترات ازدهار النقد لطالما كان المبدع الحقيقي هو الذي يحتفي بالنقد لثقته الكبيرة بمنتجه، ولأن همه أن يقدم إبداعاً يخلده التاريخ بمحتوى ورسالة تبقى أبدًا.
إذًا مع بقاء المبدع وغياب النقد، يبدو أن هناك إشكالية لها علاقة بطبيعة عصرنا وبتغير أدواته، فمع كل هذا الانفتاح التكنولوجي تغير إيقاع النقد، خاصة مع كل هذه القنوات التواصلية التي بإمكان أي كان إنشاء صفحات فيسبوكية أو على مواقع أخرى لاهم لها إلا كيل المديح والترويج لأعمالهم مع تغييب أي ظل لنقد ولو طارئ.
حتى المعارك النقدية التي كنا نعيشها يوماً وننعم بأسلوبها الأدبي الرفيع وما ينتج عنها من خدمة وتطوير للأدب أيضًا تلاشت، إن هذا الغياب النقدي يخلق فراغاً لا يمكن أن يمتلئ إبداعًا إن لم يجد بين فترة وأخرى من يقيمه وفق مدارس نقدية يشتغل عليها كبار المفكرين.
سواء طالت فترة غياب أو تغييب النقد أو قصرت، فإن الإبداع هو الخاسر، وبالطبع سنبقى نعيش دورانًا في المكان مع تمجيد كبير لكل هذا السطحية التي بتنا نخشى أن تغرقنا حد الثمالة.
العدد 1178 – 13 -2 -2024