وطني امتداد الروح ونبض القلب وعين الصباح، أرض السلام والسكينة وشقائق النعمان وما في الروح من ضياء وصفاء، وطني لايشبه غيره من الأوطان فهو يعانق المجد بين جبهات التاريخ وضفاف الحضارة والأصالة.
عشر سنين وأكثر وسورية تتعرض لحرب عدوانية ظالمة من شياطين أوغلوا في طعنهم لاستنزاف الدم السوري، والسوريون الذين تجذروا في هذه الأرض واجهوا الطامعين والحاقدين والمتآمرين، نهضوا في كل مرة ليكونوا أقوى وليحققوا الانتصار العظيم الذي تشهده سورية اليوم، وبعدها كان الزلزال الشديد الذي ألحق بنا أضراراً كبيرة ورغم ذلك كان السوريون كطائر الفينيق في كل مرحلة عصيبة.
السوريون على امتداد الجغرافيا يعملون ويثابرون، لا يتركون مكاناً إلا وبصمتهم حاضرة باقية، في الأمس القريب كان الموعد من حلب فقد تمت إعادة افتتاح قلعة حلب بعد انتهاء مرحلة الترميم وإعادة تأهيل البرج المتقدم الجنوبي من القلعة الذي تأثر بشكل كبير جراء الزلزال وأصبحت إمكانية الدخول إلى القلعة آمنةً بأياد وكوادر وطنية على قدر تطلعاتهم وبمستوى طموحاتهم.
سورية حكاية قديمة تتجدد، والسوريون لم يقبلوا يوماً بأقل مما يجب أن يكون لهم.. ولهذا نرى عجلة الحياة تدور وتعود تدريجياً في كل مناحي الحياة من حلب إلى دمشق إلى اللاذقية وحمص وحماة ودرعا والسويداء، الكل يعمل في مكانه كخلية نحل لا تعرف التباطؤ أو التوقف.
سطر السوريون في ساحات الوطن رسالتهم، التي بدت أكثر وضوحاً من أي وقت مضى، يتقاطرون إلى ساحات الوطن والطرقات الممتدة بين شرايينه، لن تستطيع قوة في الأرض أن تمنع تواصلهم وعطاءاتهم وإبداعهم.
مسيرة البناء هو التحدي القادم.. ولهذا يداً بيد وجنباً إلى جنب، السوريون يقومون بالترميم وإعادة التأهيل ليس في قلعة حلب فحسب بل في كل مكان تأذى خلال السنوات السابقة.
هي مدننا الشامخة، الصامدة الأصيلة المتأصلة في جذور الحضارة الحقيقية، من عرق أبنائها بنيت .. سنبقى نسير ونبني ونعمّر وطننا كرامتنا وعزنا وفخرنا فله وحده الانتماء والبهاء شاء من شاء وأبى من أبى .