ما أدلى به عضو اتحاد الكرة محي الدين دولة، رئيس لجنة المسابقات، لإحدى قنواتنا الفضائية، في حوار رياضي عن نية اتحاد الكرة بإلغاء دوري الشباب و الاستعاضة عنه بدوريات بأعمار مختلفة، تخص كل محافظة، نظنه قراراً غير صائب، بل سيساهم بدق المسمار الأخير في نعش مواهبنا الكروية، فعوضاً عن التراجع عن القرارات السابقة الخاطئة بحصر دوري الشباب بمجموعتين، مما ساهم بخفض عدد المباريات، وهو قليل جداً ودون المطلوب، وإعادة الزخم لهذه الفئة العمرية بربط دوريها بدوري الرجال، بإقامة مبارياتها قبل مباريات دوري المحترفين، لإعطائها الزخم الإعلامي والجماهيري، و زيادة عدد مبارياتها، النية تتجه لإلغاء دوري هذه الفئة؟!
إن كانت الحجة بعدم إقامة دوري منتظم، و اقتصاره على دوري المحافظة ولأعمار مختلفة، هو خفض التكاليف المالية للتنقل بين محافظات القطر، فمن باب أولى النظر في هذا الأمر من خلال العقوبات المالية التي تصدر عن لجنة الانضباط في اتحاد الكرة بشكل أسبوعي، مما أرهق خزائن هذه الأندية و حوّل اتحاد الكرة جابياً للمال بدل دعم أنديته ومساعدتها على النهوض و الاهتمام بقواعدها التي هي الأساس لأي نجاح كروي مستقبلاً.
إقامة دوري الأولمبي و النية لدوريات لأعمار أخرى من حيث المبدأ فكرة بنّاءة، لكن التنفيذ والتخطيط خاطئان، و لا أدل من ذلك الغياب شبه التام للجماهير و حتى الإعلام عن دوري الأولمبي و حتى الشباب، ناهيك عن العدد القليل للمباريات و التوقف الطويل لاستئناف الدوري وطريقة نظام البطولة.
توهج أنديتنا مما مضى، محلياً وعربياً وقارياً، كان ثمرة المواهب التي سطع نجمها في دوريي الشباب والناشئين، وليس بإعادة كرتنا لدوري المحافظات ومنتخب المحافظات ؟! و هذا ماثبت فشله.
نتمنى من أصحاب القرار في كرتنا التعلّم من التجارب السابقة والبناء عليها، و الاهتمام بالقواعد والمواهب بزيادة عدد مبارياتها واحتكاكها، و هو الأساس لنجاح أنديتنا و منتخباتنا الوطنية.

التالي