مباحثات ثنائية “اقتصادية ـ تجارية ـ صناعية ـ زراعية ـ تعليمية ـ مالية ـ كهربائية ـ نفطية ـ صحية ..”، عنوانها العريض تطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين، وفتح آفاق استثمارية جديدة، وتبادل الخبرات …
الزيارات والمحادثات والمباحثات مهمة جداً، وضرورية جداً، ومطلوبة جداً جداً لتحرك مياه التعاون الثنائي ـ المشترك شبه الراكدة أو المتحركة نوعاً ما “بخجل”، لكن الأهم هنا أن يكون كل ما سبق “خطوة أو حلقة ذهبية ضمن سلسلة كاملة متكاملة من الاهتمام والمتابعة والتنسيق العالي المستوى”، لضمان الانتقال الجدي والحقيقي والعملي إلى ما بعد – بعد الأفعال التمهيدية والمرحلة التحضيرية، وصولاً إلى الفرص والخطط والبرامج والمشاريع التي يمكن إسقاطها حقيقة على أرض الواقع، بالشكل الذي يمكن أن يعود بالنفع والفائدة والربح الثنائي والمتبادل لا الأحادي بكل تأكيد على الجانبين.
ما يهمنا اليوم “اليوم تحديداً” هو التخطيط الجيد والاستعداد التام والتحضير المحكم لكل الخطوات اللاحقة لمرحلة المباحثات والزيارات، وصولاً إلى تحقيق الخطوة “الذهبية” ألا وهي تحديد الأهداف المشتركة والمصالح الثنائية “بدقة عالية ومتناهية” التي يجب علينا تسجيلها وتحقيقها في زيارات العمل الجدية والاتصالات المباشرة التي تلي مرحلة الزيارات الودية “البروتوكولية”.
هذا كله يحتاج إلى ذهنيات وعقول وأدمغة .. يحتاج لخلايا “نحل” متمرسة بملفات الرصد والمتابعة والتنسيق الدائم والمستمر .. إلى أجندات خاصة “ع البكلة” بكل ملف من ملفاتنا الاقتصادية والزراعية والخدمية .. بجزئياتها الصغيرة وخطوطها العريضة .. يحتاج إلى سرعة لا تسرع “حرق مراحل” خلال تحديد نقاط الاتفاق والالتقاء وما يتبعها من تسهيلات وامتيازات وإعفاءات “مشتركة لا منفردة” .. يحتاج إلى فرق فنية وتقنية قادرة على اتخاذ القرار المناسب في التوقيت المناسب، والخروج بصيغ تفاهمية وبمسودات عقود واتفاقيات أولية”، تسبق مرحلة التوقيع النهائي والتنفيذ الفوري والمباشر “ولو على مراحل” لكل ما تم الاتفاق والتوقيع عليه سواء بالأحرف الأولى أو الأخيرة، لأننا أولاً وأخيراً لن نقطف إلا ثمار ما زرعناه بأيدينا في أرضنا الخصبة والبكر بعشرات إن لم نقل بمئات الفرص الاستثمارية “على اختلافها”.