بات الوضع في غزة مأساوياً جداً، وحماية المدنيين ووقف إطلاق النار على الفور لإتاحة توزيع المساعدات الإنسانية أصبح حتمياً.. فحسب أطباء فرنسيين عادوا إلى بلادهم من غزة مؤخراً وصفوا الوضع بأنه “مأساوي وفوق التحمل”، وقالوا: “إن الجيش الإسرائيلي يمارس قتلاً غير قانوني وغير مبرر”.
تعددت أشكال النزوح الذي يعيشه نحو مليوني شخص في غزة، وتتكرر المرات التي ينزحون فيها من مكان إلى آخر.. وكل مرة تسوء أوضاعهم أكثر وتضيق عليهم المساحة بينما تتقلص الموارد- شبه المعدومة أصلاً..
في أعقاب “طوفان الأقصى”، لا تزال “إسرائيل” تشن حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة ودمار هائل بالبنية التحتية، وحجم الأزمة والكارثة والدمار وعدد الشهداء والجرحى وتدمير البنية التحتية والبنى السكنية والمؤسسات الصحية وغيرها.. وبات من الصعب الادعاء أن الأرقام حول ذلك دقيقة.
دفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة مراراً وتكراراً إلى الانتقال من الشمال إلى الجنوب ومن مختلف المناطق، وأضحى الوضع الإنساني في جنوب غزة مأساوياً وغير آمن، فالقصف المكثف والتشريد وإجبارهم على النزوح، حيث الظروف المعيشية سيئة والاكتظاظ شديد.. ويتواصل سقوط المزيد من الضحايا جراء القصف الإسرائيلي في معظم أنحاء القطاع.
قطاع غزة من أكثر المناطق كثافة سكانية، ففي مساحة تبلغ 365 كيلومتراً مربعاً، كان يعيش عدد سكان يتخطى مليوني شخص بقليل.. وأدّى التهجير القسري لجميع سكان غزة تقريباً إلى مساحة محددة أصغر حجماً إلى زيادة الكثافة السكانية، عاجزين عن التحرك ومعتمدين بشكل كامل على المساعدات الإنسانية.
لا يزال المجتمع الدولي يقف موقـف المتفـرج أمام هذه الانتهاكات الصارخة والإبادة الجماعية، على الرغـم من فـداحة المشهد المروع في القطاع.. متناسياً واجب العمل على وقف العدوان الصهيوني الممنهج والإبادة الجماعية وما أسفرت عنه من أضـرار جسيمـة في جميع مكونات القطاع على حد السـواء.