الثورة – طرطوس – فادية مجد:
منذ أيام ومعظم المحطات الإذاعية تفرد مساحة في برامجها للحديث عن يوم المرأة العالمي والذي يصادف يوم الثامن من آذار من كل عام.
وهنا نتساءل هل يكفي المرأة تخصيص يوم لها والتغني به، لنقول إنها نالت جميع حقوقها، ومن حقها التباهي بهذا اليوم والاحتفاء به؟! وهل الشعارات التي تطلق في مثل هذا اليوم، إن لم تطبق على أرض الواقع كفعل إنصاف وتقدير وإيمان حقيقي بعظيم دورها، لها معنى وأهمية كبرى؟!
عن هذا اليوم تواصلنا مع عدد من السيدات وعبرن عن رأيهن وهل فعلاً وصلت المرأة لجميع حقوقها ليحق لهن الاحتفاء بمثل هكذا يوم.
الصحفية رفاه نيوف رأت أنه من حق المرأة السورية والمرأة في العالم أن يحتفى بها كل يوم وليس في يوم واحد خلال العام.
وبالنسبة للمرأة السورية أقول: منذ القديم وحتى اليوم استطاعت أن تتميز عن غيرها من النساء، بقدرتها على صنع المستحيل، هي الأم التي تربي أبناءها على حب الوطن وتقدمهم قرباناً على مذبحه في سبيل عزته وكرامته، هذه هي الأم السورية، وقد أثبتت المرأة السورية جدارتها وتميزها في جميع المفاصل التي وجدت فيها، وشاركت في صنع القرار والحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وتركت بصمتها في كل موقع وجدت فيه.
وخلال العقود الأخيرة حصلت المرأة السورية على الكثير من الحقوق وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل، وعملت في أماكن ومهن كانت حكراً على الرجال، وأثبتت نجاحها.
فلكل امرأة سورية طبيبة ومهندسة إعلامية ومدرّسة موظفة و محامية وربة منزل.. أتوجه بالتحية لهن وأقول كل عام وأنتن بخير، كل عام وأنتن الشمس الساطعة التي تنير الطريق أمام الأجيال.
اختصاصية التربية الخاصة والمهتمة بالشؤون المجتمعية رباب فاتح علي رداً على سؤالنا عن تخصيص يوم للمرأة وهل يكفيها للتغني بها أفادت قائلة: بالتأكيد لا يكفيها، ولكن هناك رمزية لهذا اليوم يمكن استغلالها بتسليط الضوء على تجارب نسائية ناجحة.
وبخصوص وصول المرأة لحقوقها كاملة أشارت إلى أن الموضوع متعلق بطريقة تطبيق القوانين الوضعية، وخصوصاً قوانين الأحوال الشخصية، والذي يفضي بالضرورة لتصويب نظرة المجتمع النمطية للمرأة، فلا يكفي رفع الشعارات، وعقد المؤتمرات وإصدار القوانين، بل يجب العمل على جعلها نمط حياة وتفكير يزرع في نفوس الناشئة، منوهة بوجود بعض المجتمعات المنغلقة والتي ما زالت تنظر للمرأة كمخلوق فيه عيب خلقي وضعيف جسدياً ونفسياً، ومع هذا وفي ظل الانفتاح الذي نعيشه سوف يفك الطوق بشكل تدريجي، شرط وجود التوجيه والنماذج الإيجابية من حولهم.
وعن علاقة المرأة بالرجل، ذكرت أن الرجل بالفطرة يحترم ويحب المرأة، ولكن النزعة الذكورية العدائية المتحكمة أو الحمائية والتقاليد والعادات تجعله ينظر للمرأة كتابع أو مخلوق يحتاج إلى الحماية والمحاوطة، والحل برأيي بالثقافة وإعطاء الفرص المتساوية للجميع مع نبذ الأنماط، واحترام الخصوصية للأنثى العاملة خصوصاً الأم لدورها المقدس الذي تقوم به في بناء الأسرة.
وختمت علي حديثها بالقول: على الرغم من مفرزات التخلف والعادات والحروب التي أنهكت مجتمعاتنا، هناك حركات من عدة أماكن لإبراز دور المرأة الريادي، ولو أنه محصور حالياً بالأدوار المجتمعية والدعم الاجتماعي، وقليلاً ما نجد نساء مؤثرات علمياً أو سياسياً، ولكن لا يوجد مجتمع يبقى كما هو، وهناك يقظة واهتمام متنام بالإنسان عموماً وبالشرائح ذات الاحتياجات الخاصة كالنساء المهمشات المتواجدات في مجتمعات أهلية مغلقة، ونظل دوماً محكومين بالأمل.
الدكتورة ريتا علي قالت: في يوم المرأة العالمي تقدم المباركة للمرأة الإنسان كما كل عام.. هذه المرأة التي مهما حاول الرجل والبلدان والقوانين إعطاءها بعضاً من حقها إلّا أنّهم مقصرون حتى اللحظة في ذلك.. طالما لا يزال القانون قاصراً عن إيفائها حقوقها في قضايا مصيرية تضطهد إنسانيتها، وأهمها على سبيل المثال لا الحصر حقها في أولادها في الطلاق حتى اليوم الذي ندّعي الحضارة فيه.. وحين لا يزال الرجل يرى فيها المخلوق الأضعف الأقل منه.. فنحن والمرأة والمجتمع لسنا بخير.
المدرسة رشا محمد ذكرت لنا رأيها بهذا اليوم قائلة: السؤال الذي يطرح هل هذا اليوم يحمل أهمية خاصة به، وهل فعلاً تحتاج المرأة ليوم في العام لنتذكر وجودها؟
وأضافت: من خلال مسيرتي وجدت أن أغلب النساء والفتيات، لا تروق لهن فكرة اليوم العالمي للمرأة والاحتفاء به، وهن ما زلن يعانين في مجتمع محكوم بأعراف وتقاليد بالية، إضافة لعدم دعمها بالقوانين التي تنصفها اجتماعياً، فعلى الرغم من أن المرأة حققت نجاحاً مهنياً وعملياً، إلا أن هناك فجوة كبيرة بينها وبين الرجل، وما زال ينقصها الكثير، في مجتمع لم ينصفها، إضافة لتعرضها للعنف بكل أشكاله.
وختمت محمد كلامها بالقول: العيد الحقيقي للمرأة هو مساواتها بالرجل، وانصافها معنوياً وتخليصها من الأعراف والتقاليد البالية، والتي حكمت عليها وكأنها عورة، وكل ذلك لا يكون إلا من خلال تعزيزها ودعمها بالأفعال وليس بالأقوال فقط.
المحامية ريما محمود قالت: من وجهة نظري الشخصية أرى أن المرأه غيرت من واقعها كثيراً ، وقطعت أشواطاً بممارستها لحريتها في اتخاذ قراراتها، وبات تفاوت واقع مرأة عن أخرى مسألة شخصية تعود لظروفها وامكانياتها العلمية والمادية والاجتماعية، وهذه ظروف تنطبق على أي إنسان بشكل عام..