شغلت قضية الشاب قيس هاجم الزرزور الذي فُقد داخل مغارة الدلبة بريف طرطوس في السادس والعشرين من شباط الماضي الرأي العام في بلدنا بعد أن عجزت الجهات المعنية عن العثور عليه لمدة تزيد عن تسعة أيّام، رغم البحث عنه داخل المغارة مرات عديدة إحداها بواسطة الكلاب المدربة إضافة لما قامت به الضفادع البشرية في النهر وبحيرة سد الدريكيش.
ودون الدخول في تفاصيل أو تقييم ما جرى منذ إبلاغ والده من قبل زملائه عن عدم خروجه من المغارة وفقدانه داخلها وحتى لحظة العثورعليه مفارقاً الحياة نرى أنه لابد من عقد اجتماع برئاسة محافظ طرطوس يضم الجهات ذات العلاقة في ماشهدته المغارة بحثاً عن الشاب قيس الزرزور (شرطة-دفاع مدني-مديرية جاهزية-جيولوجيين -متطوعين مدنيين -إعلاميين)لبحث ماجرى وتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة بهدف الاستفادة من الدرس الذي حصل من جميع الجوانب، وبحيث لاتتكرر المأساة فيها وفي أي مكان آخر ولاسيما أن الحادثة كشفت وجود الكثير الكثير من نقاط الضعف المتعلقة بإدارة عملية البحث (ميدانياً وإعلامياً) وبالإمكانيات اللوجستية والتأهيل والتدريب ..الخ
الأمر الثاني الذي نرى ضرورة القيام به من قبل الجهات المسؤولة أو المعنية بالمغاور (وحدات إدارية-سياحة-جيولوجيا-جهات بحثية..الخ)دراسة ما جرى والاستفادة من الدرس واتخاذ الإجراءات اللازمة من قبل كل منها، وبالتنسيق فيما بينها لجهة إصدار خريطة تفصيلية لداخل كل مغارة مستكشفة سابقاً ووضعها على مدخل هذه المغارة بشكل فني صحيح أو توزيعها ضمن بروشورات مع تحذيرات حول الأماكن الخطرة فيها، أما المغاور غير المستكشفة فلا بد من منع الدخول إليها إلا للجهات البحثية ريثما يتم اكتشافها ومعرفة تفاصيلها وإصدار بروشورات عنها، وريثما يتم ذلك يجب إغلاق هذه المغاور ومنع الدخول إليها حتى لا يكون هناك قيس ثان وثالث ورابع و..الخ