تبدو أغلب الأوساط والفعاليات والمؤسسات الحكومية والخاصة المعنية في حالة من التأهب الواضح لسد حاجات شهر رمضان، بعد زيادة الطلب على سلعٍ بعينها، فرمضان ربما يشهد حالة إقبال على شراء نوعيات معينة من المأكولات، ومهما تحدثنا عن زيادة الطلب، يبقى مشهد السوق مُأطراً بقلة الإستهلاك والمستهلكين.
قلة الاستهلاك.. أولاً تعود إلى أننا في شهر صيام، وعليه تنحدر بعض أنواع السلع وتطفو أخرى، وأما السبب الآخر والأهم.. استمرار الضعف في القدرة الشرائية، بدليل أن البيض على الرغم من انخفاض أسعاره يعاني قلة التصريف، ومازال فوق القدرة الشرائية للمواطن، وقد يكون هذا الانخفاض الطبيعي والعادي فرصة لمن ابتعد البيض عن موائدهم طوال العام.
لكن في المقابل يبدو أن المنتجين لم يرق لهم الأمر، وبدؤوا منذ شهر حملتهم على أسعار البيض وتوقعاتهم بوجود التهريب، ولعله كل مافي الأمر أن بعض المنشآت الصغيرة غير المرخصة حظيت بإجراءات حكومية، جعلتها تدخل في الإنتاج، وهذا من حقها وحق المواطن أيضاً.
زبدة القول.. أننا اليوم نحتاج وبقوة للمشاريع الصغيرة وتخفيزها والاهتمام بأصحابها، فهؤلاء قادرون على تحقيق أحد أهم مايمكن توفيره لتحسين الاقتصاد، ألا وهو تحريك عجلة الإنتاج والمنافسة، وكم افتقدنا خلال السنوات الماضية لعنصر المنافسة، وزاد الأمر بلة مع منع بعض أنواع المستوردات، أو حصر أنواع أخرى بمنتجين في عينهم.
إذاً ومع تكريس الحكومة جلستها الأسبوعية للحديث عن المشاريع الصغيرة، لابد من اهتمام واقعي بهذه المشاريع، ودعم أصحابها باعتبارهم محرك الاقتصاد الأول، بالتوازي مع تحسين القدرة الشرائية للمواطنين، فمن يتجه لإقامة أي مشروع صغير أو كبير من الداخل أو الخارج، يتوجه أولاً وأخيراً إلى جمهور المستهلكين وقدرتهم الشرائية.