الاكتئاب المبتسم.. متألمون يرتدون قناع السعادة

الثورة _ منال السماك :
بوجوه مشرقة مبتسمة يقررون يومياً الخروج، يقفون مطولاً أمام مرآة أنفسهم لينفضوا أحزانهم ويخفون بعناية آثار خيباتهم، يمسحون بمناديل النكران ما رسمته الإحباطات والنكسات من خطوط تعبيرية بائسة تكاد تفضح هشاشة أنفسهم التي تتمزق كل ليلة سراً على وسائدهم الباكية.
ها قد ارتدوا أقنعتهم المتفائلة ومرنوا شفاههم على الضحك، وربما القهقهة إن احتاج الأمر لذلك، وأصدروا الأمر لأجسادهم المتثاقلة لممارسة المشية الواثقة، وإن اقتضى الأمر فرط النشاط والحركة، فحاشى أن يفضحوا أسرارهم، ومعاذ أن يعلنوا أحزانهم وينشروا على الملأ أنهم غارقون بالاكتئاب حتى آذانهم.
إنه الاكتئاب المبتسم المختبئ وراء قناع السعادة والفرح، والذي يصعب تشخيصه بسبب النكران، والتخفي وراء ستار شفاه باسمة، وجسد غير واهن قد أعيته ضغوطات الحياة حتى أصاب الملل أعماقه، وإقبال وهمي على الحياة والعلاقات الاجتماعية، وتحقيق الكثير من النجاحات في الحياة العملية، والحرص على تقديم المساعدة والدعم للآخرين، بل والتفاني في ذلك رغم الوهن النفسي والألم الروحي.
اكتئاب لا نمطي
حول هذا الموضوع تحدث الاختصاصي في علم النفس الأستاذ ملحم درويش بالقول: في ظل الضغوطات الحياتية الصعبة التي نعيشها ربما الكثيرون يعانون نفسياً ويحترقون داخلياً، البعض في العلن، ويصنفون ضمن حالات الاكتئاب النمطية التي زاد مصابوها عالمياً، ليعد الاكتئاب مرض العصر بلا منازع، وآخرون يعانون بصمت بعيداً عن الأعين، ويرفضون تصنيفهم في قائمة المكتئبين، فتراهم يبدون سعداء متفائلين، وهؤلاء يعانون من اكتئاب حاد بسمات غير نمطية، وقد لا يمكن لمحيطهم، أو هم شخصياً معرفة أنهم مرضى باكتئاب لا يرتدي قناع التعاسة بل التفاؤل والسعادة.
لا أعراض أمام الآخرين
وعن أعراض الاكتئاب المبتسم يوضح الأستاذ درويش أن بعض الأعراض تختلف شدتها من شخص لآخر، وكثير من هذه الأعراض تبدو على المكتئب المبتسم في حال كان وحده، وتختفي عند تواجده بين الآخرين، كالشعور بالحزن والأرق وفقدان الشهية والتعب والخمول وتدني تقدير الذات، ولكنه سرعان ما يحاول إخراج نفسه مما ينتابه من حزن، ينجح أحياناً لفترات قصيرة ثم يعود إلى ما كان عليه.
ينكرون ضعفهم وهشاشتهم
ويشير الأستاذ درويش إلى أن لدى الشخص المكتئب المبتسم بعض الأفكار والأحاسيس، التي تمنعه من الإعلان عن أحزانه، وحقيقة مشاعره السوداوية أمام المحيطين، فالبعض منهم يظن أنه سيظهر بمظهر الضعف في حال ظهر عليه الاكتئاب، وقد تشكل أحزانه ثقلاً على الآخرين، وربما يشعرون بالحزن بسببه، لذلك هذا الشخص دائماً يحاول إقناع نفسه أن أحزان الآخرين أكبر من أحزانه، وأنه لا يعاني من الاكتئاب ويلجأ إلى تسخيف مشاعره ووضعه النفسي المتأزم، والتقليل من حجم آلامه التي يعاني منها بصمت.
العلاج والدعم النفسي
وينصح الأستاذ درويش بعدم التردد بطلب الاستشارة والدعم النفسي في حال الشعور بالأعراض، وتلقي العلاج السلوكي والدوائي من قبل مختصين وطبيب نفسي، كما يجب تجنب التوتر قدر الإمكان، ومحاولة تغيير نمط الحياة بما يحقق الراحة النفسية، للتخفيف من ضغوطات الحياة التي تزداد يوماً بعد يوم.

آخر الأخبار
"مجلس المرأة السورية".. وثمانية أعوام من النضال والإنجاز نفق الحياة قريباً في الخدمة.. مختصون: استخدام "الجبسمبورد" غير مجدٍ ولا أشجار في المنصفات المزارعون السوريون يكافحون وسط أسوأ أزمة زراعية منذ عقود "التحول الرقمي".. لتطوير العملية الامتحانية وتحقيق نهضة تعليمية شاملة مباحثات سورية - تركية عسكرية في أنقرة افتتاح مدرسة جديدة الوادي للتعليم الأساسي في ريف دمشق "ريفنا بيستاهل".. وقفة إنسانية لدعم إعادة إعمار ريف دمشق "الطاقة" تكشف خفايا ساعات الوصل والفصل للكهرباء بريف دمشق مشروع النظام الضريبي .. تحفيز للاستثمار وحوكمة رقمية لتنمية سوق رأسمالي فعال.. مشروع قانون جديد للصناديق الاستثمارية مكافحة آفة تهدد محصول البندورة في القنيطرة العدل اللبنانية: آليات جديدة لتعزيزالتنسيق بين لبنان وسوريا "بصرى في عيوننا" تباشر بتأهيل محيط القلعة والمدرج الروماني حلب تواصل خطواتها على طريق التعافي والتنمية صالات "السورية للتجارة" بدرعا مطروحة للاستثمار "إكثار البذار": إجراءات لضمان استدامة محصول القمح "تربية حلب" تعد بتلبية مطالب معلمي الريف الشمالي ازدياد ظاهرة التسول في طرطوس.. ومخاطر جسيمة ملف المعتقلين وانعكاسه على العلاقات السورية اللبنانية سوريا تنهي سياسة المحاور.. والعرب يحتضنون دمشق كلاعب فاعل