الثورة – ثناء أبو دقن:
يوم لا يعلم وجعه إلا من فقد أمه..
سلام على أمي التي انحنت قامتها لتعدل قامتنا، سلام على أمي التي جاعت لتشبعنا، وأخفت أوجاعها لتسعدنا، أمي يا أول الأوطان وآخر المنافي.
نكتب هذه الحروف، ما كنا نتمنى أن يأتي العيد من دون وجودك ووجود الأمهات الراحلات. كنا نتمنى أن تبقي السند والأمان والاطمئنان، وأن تبقي لنا الملجأ حين تغلق في وجهنا الأبواب أن تحدثيننا بكلمة تزيل عن كاهلنا وجعنا وألمنا وحزننا.
تأتي هذه الأيام ونبحث عنك ولا نجدك .. فلا نشعر غير الوجع يملأ قلوبنا متمنين أن تعود بنا الأيام ونعود أطفالاً مرة أخرى لكي نحظى ببعض حنانك الذي أفتقده.. كم نتمنى أن نعود داخل رحمك مرة أخرى.
كم نتمنى.. لكنها مجرد أمنيات وأحلام نعلم أنها لا ولن تتحقق أبداً.
فسلام عليك أينما كنت، وكيفما كنت، كوني فرحة سعيدة هنيئة واتركيني لحزني ودمعي الذي لا ينقطع عندما أتذكرك.. فكل الأفراح من دونك باهتة.
لروحك الطاهرة، وروح الأمهات السوريات النقية الرحمة والغفران.