الثورة-فؤاد مسعد:
مُتجدد في كل دور يؤديه، يمسك مفتاح الشخصية بدراية وخبرة، يفككها متلمساً تفاصيلها وروحها، محاولاً إيجاد ما يميزها عن غيرها لتأتي لا تشبه دوراً سبق أن قدمه، كان في الموسم الماضي أمام تحدٍ صعب عبر خروجه من عباءة “جبل” في مسلسل “الهيبة” بعد أن رسخ حضوره في خمسة مواسم متتالية، ولكنه استطاع ايجاد البدائل ليخرج بعاصي الزند إلى أفق مختلف تماماً في مسلسل “الزند” ويأتي لا يشبه أحداً إلا نفسه، تحت إدارة وشراكة إبداعية مع المخرج سامر البرقاوي، واليوم تستمر هذه الشراكة لتُثمر شخصية حملت عنوان العمل نفسه “تاج” إخراج سامر البرقاوي، مع ملاحظة أن كلا العملين الأخيرين حمل اسم شخصية البطل.
تشاركت الشخصيات الثلاث “جبل شيخ الجبل، عاصي الزند، تاج الدين الحمال” باستخدام القوة البدنية التي كان لها دورها في التعاطي مع المحيط والأحداث، وعلى الرغم من ذلك، جاءت كل مرة بإطار مختلفة، هذه القوة التي كانت واحدة من السمات العديدة التي اتصفت بها الشخصية بما فيها روحها الإنسانية والجانب العاطفي والرومانسي.
المُلاكم المُلقب بالمقص الذي لا يُهزم، يمر بعدة مراحل في حياته ما ينعكس على أفعاله وقدرته على التلّون في الأداء، وخاصة من خلال التناقض الذي يعيشه بين عمله الوطني وصورته التي يظهر بها أمام الناس على أنه عميل للفرنسي. وقد تعرض لخسارات متتالية، بما فيها طلاقه من زوجته، وإغراقه في لعب القمار ما جعله يخسر كل شيء.
مرة تلو الأخرى يرسخ حضوراً معجوناً بعفوية عالية وقدرة على الغوص إلى عمق الشخصية، تفكيكها وإعادة تركيبها من جديد لأنسنتها وبث الحياة فيها لتأتي منبثقة من رحم الحياة، يلتقط تفاصيلها ويعيد صياغتها بروحه، تلك التفاصيل التي اشتغل عليها بدقة عالية، بما فيها طريقة سيره، نظراته، دهشته، نبرة الصوت وتلوّنه، برود الوجه الذي يظهر بلا علامات في لحظة غليان داخلي، اللجوء إلى التنكر، إضافة إلى أداء لافت في الملاكمة، ما دفع الملاكم سامر تباب الذي درّبه للقول “لو لم يكن تيم ممثلاً لكان بطلاً حقيقياً”.