عندما تعرف الصانع، ستعرف بالتأكيد آلية الصناعة والأدوات الداخلة فيها وهوية المنتج وغاياته..
تماماً في الإرهاب، عندما تكون “داعش” وراء أي عمل إرهابي سواء كان في روسيا أم في سورية وأي مكان آخر في المنطقة والعالم، ستكون غاياته وأدواته وأساليبه نفسها تدل على البصمة الإجرامية والأثر الإرهابي لهذا التنظيم الذي تعاني منه البشرية الذي ولد من رحم الاستخبارات الأميركية.
الهجوم الإرهابي الذي استهدف فعالية ثقافية موسيقية قرب العاصمة موسكو، لا يختلف تماماً عن استهداف ذاك التنظيم الإرهابي لمدينة تدمر التاريخية وأوابدها التراثية العريقة الحضارية وكذلك مدينة الرقة التي أبيدت عن بكرة أبيها على يد ذاك التنظيم الإرهابي بدعم وتغطية من المحتل الأميركي.
لذلك لم يكن صعباً على جهاز الأمن الروسي أن يكتشف الفاعلين بعد ساعات من هجومهم الإرهابي، ويلقي القبض على الفاعلين والمتورطين الذين تورطوا بهذا العمل الإجرامي.
لكن الفاعلين الأساسيين يبقون مطلوبين لدى روسيا شعباً وحكومة ودولة ..
هؤلاء الذين انزعجوا من الإنجازات التي حققها الشعب الروسي بصموده في وجه الهجمة العدوانية وسياسات الحصار الاقتصادي والسياسي والتكنولوجي والمعيشي التي استهدفته طيلة سنوات وصمود جيشه في وجه الحرب التي شنها الأطلسي والغرب ضد روسيا منذ أكثر من عامين، وتوجت تلك الانتصارات بالحملة الانتخابية وبعملية الانتخابات الرئاسية التي جرت في أجواء هادئة ومريحة، فشل الغرب في التأثير عليها، وانتهت إلى فوز الرئيس فلاديمير بوتين بأعلى الأصوات، مما أثار انزعاجاً غربياً وأميركياً.
فكان من الطبيعي أن يحدث المنزعجون عملاً يشوش صفو الأمن والسلام والأجواء الهادئة والألحان الموسيقية الجميلة التي يعبر كل شعب من خلالها عن فرحه بالانتصارات.
تماماً كم يحصل في سورية بعد كل انتصار لجيشنا الباسل على الإرهاب أو أي إنجاز للدولة والشعب، يقوم أعداؤنا بالاعتداء على سلمنا وأمننا، كما حصل في استهداف حفل تخريج الكلية العسكرية أو في استهداف حافلات نقل المبيت للجيش وقواتنا المسلحة أو الاعتداءات المتكررة لقوات الاحتلال الأميركي والتركي والإسرائيلي ضد شعبنا وسيادتنا.
حملة الإرهاب واحدة تنظيماً وأدوات وتخطيطاً وتنفيذاً وغايات في سورية أو في روسيا أو في أي مكان في المنطقة والعالم.
وهو ما يدعو حكومات دول العالم للتعاون الأمني والسياسي والاقتصادي لتشكيل جبهة دولية لمكافحة الإرهاب ومنظماته.