لا يختلف اثنان على النجاح الباهر الذي حققه اتحاد كرة القدم في ملف اللاعبين المغتربين مستعيدي الجنسية، والذي تكلل مؤخراً باستدعاء أسماء وازنة لصفوف المنتخب كما هو حال نجم شتوتغارت الألماني محمود داهود ومدافع قادش الإسباني أيهم أوسو وغيرهما من النجوم الذين قدموا إضافة فنية كبيرة لقدرات المنتخب.
ولا يمكن لأحد أن ينكر الدور الكبير للمدير الفني لمنتخبنا الأرجنتيني هيكتور كوبر في إقناع عدد كبير من هؤلاء اللاعبين بالدفاع عن قميص منتخبنا الذي استفاد بهذا السياق من وجود مدرب ذي تصنيف عالمي.
لكن وبكل صراحة فإن مشروع الاعتماد على اللاعبين مستعيدي الجنسية سيبقى منقوصاً في حال تجاهل المواهب والنجوم التي أفرزها الدوري المحلي في سنوات سابقة كما هو حال النجمين عمر خريبين وعمر السومة وغيرهما من الأسماء ذات الحضور المؤثر في تشكيلة نسور قاسيون.
هناك شكوك في توجهات المدير الفني لمنتخبنا الذي يبدو منحازاً بشكل أو بآخر للاعبين مستعيدي الجنسية، وهذا الأمر لا يعارضه فيه أحد، ولكن تبقى المشكلة في تجاهل مكونات أخرى أثبتت التجارب ضرورة وجودها في صفوف المنتخب وحاجة الأخير الماسة لها كما هو حال اللاعبين الذين تألقوا مع أنديتنا المحلية قبل الاحتراف في مختلف الدوريات العربية والآسيوية.
لا نقول كلامنا هذا من باب انتقاد عمل المدرب ولا حتى من باب التدخل في عمل المعنيين بالمنتخب، ولكن نقوله لأن الواقع والتجربة يؤكدان أن نجاح المنتخب يكون بالاعتماد على جميع المكونات من دون التحيز لطرف على آخر، وإلا فإن النجاح الذي تحقق سيبقى منقوصاً دون اكتمال المشروع الذي يعمل عليه اتحاد اللعبة الشعبية الأولى.