الملحق الثقافي:
أعرف أنني أغامر بصحتي وبراحتي وسأدخل عالماً يجعلني أنزف حزناً لكنني سأكتب.. قال حنا مينه هذا قبل ثلاث سنوات وكان وقتها مازال يغامر بجسده وفرحه لأنه سيسكب طاقات جسده الإنساني كاملة في عملية الكتابة الروائية التي جسدت «الياطر» و»بقايا صور» واليوم حين نسأله عن الكتاب الثاني من كلا الروايتين، نعرف أنه مازال يعطي الحياة الروائية كل ما وهبته إياه الحياة من طاقات ونعرف أنه مازال في نزيفه الجسدي، لكن من يمكن أن ينصح «حنا مينه» بالكف عن النزيف والمغامرة بل هل يستطيع هو التوقف طالما أنه عندما يكتب يكون إنساناً يحيا: الواقع والحلم والعاطفة والمبدأ وهي الحياة الأشد تكاملاً والأكثر واقعية.
في تصريح لمجلة الأسبوع العربي قلت إن أمنيتك أن تعتزل الكتابة وتسافر بحاراً على ظهر سفينة، فما الدافع لهذا النزوع؟ وهل ما زلت مصراً على اعتزال الكتابة؟.
– هذه الأمنية نوع من التفكير الرغبي، وكثيراً ما تنتابني في ساعات التعب، فأنا أتعب في الكتابة وأتساءل لماذا لم تستجب السماء لدعاء أمي؟.
وما هو دعاؤها؟
– أن أكون راعياً كانت المرحومة تحسب أن ماصادفت في حياتي من مصاعب وما واجهت من ظروف كدخول السجن، وتحمل العذاب، والتشرد، مرده إلى أنها أرسلتني إلى المدرسة فتعلمت.. طبعاً كانت تعتقد أنني نلت من العلم الشيء الكثير، وهذا هو السبب في أنني أفكر وأكتب وأتشرد بسبب كتابتي وأفكاري، فتمر السنوات ولاتراني، لذلك كانت تضرب على صدرها وتقول: يا ليت ابني كان راعياً وظل إلى جانبي.
إلى أي مرحلة وصلت في دراستك؟.
– لم أتجاوز المرحلة الإبتدائية وعندما كان الناس يذكرون شهادات أبنائهم كانت الوالدة تقول:«لاأدري لماذا لا يعلق حنا شهادته في البيت مثل غيره» كانت تحسب الشهادة الإبتدائية شهادة جامعية ورفضت أن تقتنع بغير ذلك.
نعود إلى مسألة اعتزال الكتابة.. هل أنت جاد في ذلك؟
– ولماذا لا.. السياسي يعتزل ولاعب الكرة يعتزل فلماذا الكاتب لا يعتزل.. رامبو لعلك تذكرين ليس موقفاً لا يتكرر
أنا أسألك أنت: هل تستطيع اعتزال الكتابة؟.
– جربت وفشلت اعتزمت قبل عام أن أحسم المسألة: لن أكتب بعد اليوم قلت.. لقد أصبت خلال السنوات الأخيرة بما يشبه هوس الكتابة، كنت لا أنام أحياناً وعلى خلاف عادتي شرعت في كتابة عدة أعمال دفعة واحدة رواياتي «الشمس في يوم غائم» و»الياطر» و»بقايا صور»، وكتابي عن ناظم حكمت وقضايا أدبية وفكرية وبعض قصصي القصيرة مثل الأبنوسة البيضاء، و»على الأكياس» بدأت بها كلها في وقت متقارب كنت أعمل كالمحموم وأسبق الزمن، وأكتب صفحات في هذه الرواية بعد الظهر وصفحات في تلك ليلاً.. وأخطط لمشاريع كبيرة وكثيرة ثم هيأت وصرت أنجز الأعمال واحداً واحداً، وأستطيع القول إنني في العام الماضي أنجزت كل شيء، صحيح أنني كتبت من الكتاب الأول من «الياطر» وتوقفت عن المتابعة لأشرع بالكتاب الأول من «بقايا صور» وصحيح أن القراء يسألون ويلحون في السؤال عن موعد صدور الكتاب الثاني من «الياطر» والكتاب الثاني من «بقايا صور» لكنني أهز كتفي ولا أبالي.. ربما لا أكتب الأجزاء الباقية، أفضل الآن لو أذهب بحاراً على ظهر سفينة، وقد بحثت في تحقيق هذه الرغبة لكنني لم أوفق.. ولم أفقد الأمل طبعاً، فالمدينة تفترس أعصابي.
أفهم من ذلك أنك تريد أن تهرب من الكتابة لأنك لا تستطيع اعتزالها؟
-هذا بالضبط..
ولكن من يضمن أنك لن تكتب حتى لوسافرت؟.
-لا أحد.. لكنني أنشد في السفر التجديد، الامتلاء كرة أخرى، وبلوغ عوالم لم أبلغها في رحلاتي السابقة.
لك رأي معروف، وهو أن الكتابة مهنة حزينة، فهل مازلت على هذا الرأي؟
– ازددت ثباتاً عليه، إن الكاتب الذي يأخذ الكتابة مأخذ الجد يراها نوعاً من الأشغال الشاقة، وقد قلت وأكرر الكتابة مهنة حزينة ترهق روح صاحبها، ولكم استشعرت، حالات التعب، إن كلمات الإبداع تكتب بذوب القلوب لا بالحبر، ولكم تألمت خلال الكتابة وتوقفت ومزقت ماكتبت وعاودت ذلك من جديد.. إنني أحس بنار تتأجج في داخلي، والكاتب من دون نار في الداخل ليس بكاتب ومع أنني أتألم إلا أنني لا أستطيع أن أكتب إلا والفرح يتوهج في ذاتي.
على ذكر الذات هل أنت تأخذ كل ما تكتبه من ذاتك، أو بمعنى آخر من معاناتك؟
-لا أذكر أنني أستطعت الكتابة بغير معاناة، إنني أعيش الحياة أولاً أعيشها لا لكي أكتب عنها، بل لأنها حياتي، أنا أحبها، وأقبل عليها، وأتقبل أحزانها وأفراحها واندغم فيها وألاحظها وفي الذاكرة أو في «دولاب المحفوظات الأدبية» كما قال تشيخوف اختزنت أشياء كثيرة وعن هذه الأشياء أكتب عندما يحين موعدها.
تريد أن تقول إنك لم تكتب إلا ما رأيته أو عرفته؟
– مارأيته وعرفته وكذلك ما أضفت إلى هذه الرؤية والمعرفة من ابتكار، إن المعرفة والتخيل كل واحد في عملية الإبداع وقد قال همنجواي:«إنني لاأعرف إلا ما رأيته» فعلق على ذلك الناقد الأميركي كارلوس بيكر قائلاً: «ليس معنى أن همنجواي لم يستبح الابتكار والإبداع ، لكنه التزم أن يكون ما يخترعه متساوقاً مع ما يعرفه من معرفة مشاهدة».
نلاحظ أن حياتك العريضة الملونة الحافلة بضروب من المعاناة قد جعلت لك ذاكرة مماثلة فالبيئات التي عرفتها قد جعلت لك «بيئة ذاكرة» تعتمد عليها إلى حد بعيد، ومن هذه الذاكرة ككل كاتب أعطيت أعمالاً ترصد مراحل مهمة من تاريخ سورية، فهل يمكن أن تحدد لنا هذه المراحل التاريخية في رواياتك وقصصك؟.
– إن ذاكرتي هي تجاربي وبقدر ما تكون للإنسان تجارب غنية تكون له ذاكرة غنية لذلك كانت النصيحة الموجهة إلى الكتاب الشباب أن يعيشوا الحياة بعمق، وأن يتعرفوا إلى كل ما فيها، وأن يغادروا بيوتهم ومكاتبهم ليتعرفوا إلى بلدانهم وبلدان العالم، وأن يكون هذا المفهوم صادقاً لتأتي رؤيته صادقة،إن المعرفة المستقاة من الكتب تحمل إلينا تجارب الآخرين لكنها تظل تفتقر إلى تجربتنا نحن ولهذا علينا أن نعيش الحياة بجد، لاأن نعيشها كمزحة.
أما بالنسبة لي فقد عرفت الحياة من خلال الكتب والناس، ولم أسمح لأحدهما أن يحجب الآخر عني فلو حجبت الكتب عنا الناس أو لو حجب الناس عنا الكتب لم نحصل إلا على أحد شطري المعرفة وبقينا نظريين دون تجربة أو تجريبيين من دون نظرية ولم تستقم لنا المعادلة المطلوبة مع الاعتراف بأن التجربة ترتفع إلى مستوى النظرية في الممارسة العملية أحياناً.
لقد عرفت أشد البيئات تنوعاً وتبياناً في حياتي، وخاصة البيئات الشعبية في المدينة والريف، وعشت في الموانئ وشاركت العمال والصيادين والبحارة حياتهم، وذقت الفقر والجوع، وعصفت الأنواء في عائلتي حتى دارت بها كإعصار واختلطت بالمناضلين والثوريين، واعتنقت الأفكار الاشتراكية منذ فتوتي، وأدركت منذ وقت مبكر معنى الاستعمار والانتداب، وخبرت التمايز الطبقي، وأسهمت في النضال لأجل الاستقلال والحرية والعدالة الاجتماعية، وأحببت وطني الكائن، ولكنني أحببت أكثر وطني الذي سيكون وآمنت بالمستقبل الأفضل والقدر الأجمل وعملت لأجلهما ما وسعني وهكذا كتب علي أن أكون حديدة تصهرها نار التجربة في شتى المراحل، أقاصيصي الأولى كانت ذات مهاد اجتماعي واضح، وتناولت البيئة الفقيرة في نبرة صارخة الاحتجاج على الظلم النازل بها، لكن هذه الأقاصيص التي نشرت في صحف ومجلات سورية ولبنان لم أجمعها في كتاب ، وتخليت عنها بسبب مافيها من مباشرة أو تقريرية.. مع العلم أنها كانت جيدة ومقبولة وقد قوبلت بحفاوة ثم تحولت منذ بداية الخمسينات إلى كتابة الرواية، وصدرت روايتي الأولى «المصابيح الزرق» عام 1954، وهي تتحدث عن فترة الحرب العالمية الثانية وانعكاساتها على بلادنا، وفي عام 1956 كتبت « الشراع والعاصفة» ولم تنشر إلا في عام 1966- وتتناول حياة البحر والبحارة والمجتمع السوري في الخمسينات وفي الأعوام التالية بدءا من السبعينات صدرت رواياتي الأخرى: « الثلج يأتي من النافذة»، التي تتحدث عن حياة كاتب مناضل يضطر إلى الهجرة والعيش في لبنان، ثم «الشمس في يوم غائم» و»الياطر» و»بقايا صور»، وهذه الأخيرة تتناول حياة عائلة في العشرينات من هذا القرن.
عملية التخيل لديك رحيبة وغنية فكيف تتخيل البيئة التي تكتب عنها؟ وهل هذه البيئة خيال أم واقع؟ وهل هي من مخزونات الذاكرة؟ وهل يلعب الخيال الدور الأساسي في الكتابة الروائية، وكيف يصبح واقعياً؟.
– إذا كان خيالي رحيباً فذلك يعود إلى الصفة الأساسية التي جعلت مني روائياً، فالروائي بغير خيال كاتب بغير إبداع، ومن المفروغ منه أن الخيال ضروري لكل أديب أو فنان مهما تكون الأداة التعبيرية التي يستخدمها غير أن الخيال دون واقع هو خيال من النوع الذي يبني قصوراً في إسبانيا كما يقولون، إنني أسترجع البيئة التي أكتب عنها لأنني أعرفها معرفة مشاهدة، والواقع في هذه البيئة هو النواة، ولكن خلق هذه النواة في الصورة الأدبية المتكاملة من أحداث وشخوص هو من ابتكاري، ومن خيالي وقدرتي على المزج والتوليف والتوفيق بين الواقع والخيال، ونفخ الروح في الطينة العجيبة، على هذا فإنني خالق للواقع على صورة أخرى هي صورتي ومثالي، وإلا لكنت ناسخاً فاشلاً وكنت شهادة على الواقعية لا شهادة لها ومثلاً سيئاً لها مثلاً حيا على قدرتها الإبداعية الحية والخلاقة.
أنت أديب واقعي باعتراف النقاد، فهل أحسست في عمل ما أن الواقعية تشكل معوقاً لك، وما هي حدودها لك؟.
-لا تشكل الواقعية أي معوق في عملي، بل هي تفتح حدوداً لا نهاية لها.
إن الواقعية أغنى بكثير من ثوب الفقر الذي ألبسها إياه بعض الواقعيين السطحيين وكتاب تقارير شرطة السير الذين نسبهم بعض النقاد إلى الواقعية في محاولة مقصودة لإدانتها وتحويل الأنظار عنها إلى تيارات لا تخدم قضايانا مثل الرمزية المغلفة والسوريالية وغيرها.
إن الواقعية ذات مراحل كتاريخ للتيار الإبداعي، في الأدب، فمن الواقعية الطبيعية عند زولا إلى الواقعية النقدية عند تشيكوف، إلى الواقعية الاشتراكية عند غوركي- لقد كانت الواقعية النقدية ذات بعدين، هما الماضي والحاضر فجاء غوركي وأضاف إليها بعداً ثالثاً هو المستقبل.
إن هذه الواقعية التي أفتخر بالانتماء إليها تتميز بالأمل التاريخي والطموح إلى المستقبل، ورصد الأشياء في حركة نموها، وفهم مسارها وهي مدرسة إبداعية لها دقة ووضوح المثل الأعلى الفكري والجمالي، وإذ تلتقط الأفراد كأبطال فإنها تأخذهم في صراعهم مع الظروف التي تحيط بهم، ولكنها تشير إلى انتصارهم في هذا الصراع ودورهم الكبير في تطور الإنسانية.
ومن البدهي اننا بحاجة إلى هذه المدرسة في إبداعنا لأن الأدب الأشد فعالية في ظروفنا الراهنة هو الذي يعلم القراء أن التاريخ شيء يصنعه الناس، لاقدراً موجها ضد الناس، وأن مسيرة البشرية، برغم جميع المصاعب والألام، مسيرة تتلاءم وإرادة الحياة والتقدم والسائرين على دروب النضال، وأن مثل هذا الأدب لا ينحني ولا يتزلف ولا يخضع، بل يدفع إلى العمل البناء وإلى الكفاح الشجاع في سبيل التحرر والتقدم، وضد أعدائها من مستعمرين ورجعيين.
إن فنان الواقعية الاشتراكية كما قال أندريه بوبوف في سعيه للتأثير في الصراع القائم بين أشكال الحياة الجديدة الوليدة والأشكال العتيقة البالية، والذي يهدف إلى مساعدة الشعب في بناء حياة عاقلة سعيدة، يجد نفسه مضطراً إلى التدخل بحيوية في صميم الحياة، وتالياً أن يفهم بعمق قوانين التطور الاجتماعي، ثم إن الواقعية الاشتراكية محيط يستوعب جميع الأنهار التي تصب فيه. إنها قادرة على أن تأخذ في تيارها جميع التيارات الأخرى، مثل الرمزية والرومانتيكية، والتعبيرية، وأن تتسع لاستخدام الأسطورة والحكاية الشعبية والمثل، وأن تكون لها في وقت واحد، عدة مستويات وهذه روايتي «الشمس في يوم غائم» شاهد على ذلك.
ما هو دور الوعي: السياسي والاجتماعي في عملية الإبداع، وهل تحس أن وعيك يمارس عليك رقابة خاصة أو يثقل عليك؟
– الوعي هو كل العملية الإبداعية، شريطة أن يكون، كما الواقع، منعكساً في الذات المبدعة صادراً عنها، بكلمة أخرى ينبغي على الكاتب أن يفهم قوانين التطور الاجتماعي، وأن يمتلك مفهوماً متكاملاً عن العالم، وهذا الوعي في الذات هو، هو الذي يحدده في الإبداع، وبكامل الحرية، زاوية الرؤية ودرجتها، ويسعف الكاتب في انتقاء الذين يكتب عنهم والشكل الذي يكتب به، ويساعده في فهم نفسية الشخوص ودوافع سلوكهم في الحياة.
ولقد ساعدني هذا الوعي كثيراً، وحررني، وأتاح لي أن أبعث الحياة في شخوصي، لأنه زاد في معرفتي لهم ولظروفهم.
ماذا يبقى لذاتية الكاتب؟
كل الدول، كل الأشياء، في متناول الكاتب، ولكنها كلها تخرج من ذاته.
نجد شيئاً من ذاتيتك في شخصياتك؟
– نجد شيئاً ولكن ليس كل شيء، أشخاصي ليسوا أنا، وليسوا الآخرين إنهم من صنعي، ولكن من نفحة الإبداع في الطين الذي هو مادتي في تشكيل أبطالي.
إنك تسكب تألقاً فوق أشخاصك، فهل هذا موقف من الحياة؟
– إنه موقف في الفن مستمد من الحياة.
هذا التألق هل هو وميض الشيء الذي لم تستطع الحصول عليه؟
-التألق في الشخوص الروائية ناجم عن قوة الروح المبثوثة فيهم وصدقها، وربما كان الوميض الذي لهم هو توقي إلى أن أكون مثلهم، إنني أبدع أبطالي، غير أنني كثيراً ما عانيت الحسرة لأنني غير قادر أن أكون مثلهم.
وهذه الأحاسيس الحادة والمطامع الواسعة، والرغبات الجامحة، أليست رؤية شاعرية؟
-الروائي شاعر على طريقته- وكل نثر من دون شاعرية نثر غث وسقيم.
والطروسية هل هي رؤية شاعرية للرجل والمرأة؟
-الطروسية هي فرح الحياة وكفاحها وشجاعتها، وقد قال الطروسي محدداً مفهومه للعيش بأن الحياة كفاح في البر والبحر وكل كفاح يقدم على الفرح والشجاعة يقدم على الشاعرية بالضرورة.
.. المرأة والمستقبل هما قضية أدبي
المرأة الزوجة والأم، لماذا هي ناقصة الصفات لديك؟.
-من زعم هذا؟ المرأة والمستقبل هما قضية أدبي، ويأتي الحب دائماً رباطاً إنسانياً فيه كل الاحترام للمرأة وكل التجلي لأنبل الصفات فيها.. أقول أن الذين يزعمون غير ذلك لم يقرؤوا كتبي؟.
في «الياطر» عفوية مذهلة، ولكن من ينقب فيها يجدها عفوية مدروسة فكيف توفق بين ذلك؟
-لست أدري أن عفويتي صادقة ولكنها واعية، وهذا ما يؤكد أن الوعي يزيد من القدرة على ممارسة العفوية في النطاق الذي لا تتحول فيه إلى فوضوية.
لقد تأثرت بجملة من الروائيين والشعراء والرسامين والموسيقيين، فهل هذا صحيح، وهل يمكن تسمية بعضهم؟
– تأثرت ببعض الروائيين والشعراء وبشيء من الموسيقى والرسم، وفي كل مرحلة من العمر يكون للمرء كتابه المفضلون، النقاد هم الذين يستطيعون اكتشاف الروائيين الذين تأثرت بهم، أما احبهم إلى قلبي فهو همنجواي وقبله كان غوركي ومن الشعراء المتنبي وناظم حكمت ونيرودا.
ما نوع مطالعاتك؟
– مطالعاتي متعددة، إلا أنني بحكم المشاغل مقصر في هذا المجال، ولهذا فإن ثقافتي ليست على النحو الذي يرضيني.
هل تؤمن بالتجديد في أسلوب التقنية الروائية؟
– نعم.
من هم الروائيون العرب الذين أعجبت بهم؟
– نجيب محفوظ وجمال الغيطاني، والطيب صالح وغسان كنفاني.
ما هو أخر عمل أنجزته؟
– قصة « حكاية بحار».
متى تنتهي روايتك الجديدة «المستنقع»؟
– هذا العام.
هل لديك كتب تحت الطبع؟
– يصدر لي هذا الشهر كتابان: الأول مجموعة قصص عنوانها:«الأبنوسة البيضاء» والثاني كتاب بعنوان:«أدب الحرب» بالاشتراك مع زميلتي الدكتورة نجاح العطار.
ومشاريعك؟
– كثيرة، وقد لا أنفذ منها شيئاً.. ذلك يتوقف على الوقت.. والمزاج الفني.
أتعبتك؟
– جداً
ولكن ليس إلى الدرجة التي تزيد في عزمك على اعتزال الكتابة؟
– لا ولكن إلى الدرجة التي تجعلني أعتذر عن المقابلات الصحفية مستقبلاً..
صحيح؟
– هذه دعابة.
من ذاكرة الملحق الثقافي
العدد «7» تاريخ 22/4/1976
العدد 1183 – 26 -3 -2024