الثورة – عبد الحميد غانم:
يحيي الفلسطينيون، في الثلاثين من آذار كل عام، في الداخل والشتات، ذكرى يوم الأرض الخالد في مسيرة نضال الشعب العربي الفلسطيني وقضيته العادلة وعنوان التمسك بالأرض وتحريرها.
وتمر ذكرى يوم الأرض في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني وقضيه العادلة لأخطر حلقة من المخطط الصهيوني لتصفية قضيته عبر عدوان إسرائيلي وحشي حاقد وتهجير قسري جديد ونكبة جديدة لتصفية ما تبقى من أبناء هذا الشعب على أرض فلسطين.
تعود أحداث هذا اليوم، لعام 1976، وذلك بعد استيلاء قوات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين داخل أراضي عام 48، وقد عم إضراب عام، ومسيرات من الجليل إلى النقب، واندلعت مواجهات أسفرت عن استشهاد 6 فلسطينيين، وإصابة واعتقال المئات.
وتأتي ذكرى يوم الأرض هذا العام في ظروف مأساوية يعيشها الشعب الفلسطيني هذه السنة وهي مختلفة عن كل السنوات السابقة منذ عام 1976، فتعتبر هذه السنة سنة إبادة للشعب الفلسطيني وإبادة لأهالي قطاع غزة واعتداءات على الضفة الغربية واستيلاء على أراضي الفلسطينيين بكل ما أوتي الصهاينة من قوة ونهب مساحات واسعة من الأراضي المحتلة وتوسيع الاستيطان.
ورغم مرور ستة أشهر لم تستطع قوات الاحتلال الإسرائيلي رغم جبروت أسلحتها وخططها ودعمها الغربي والأميركي لم تستطع القضاء على المقاومة واحتلال قطاع غزة صغير المساحة.
يقال: نهاية الليل أحلكه.. ما من احتلال أو غزو أو كيان غاصب أو نظام استبدادي إلا وينتهي.
ومن المؤشرات الدالة على نهاية الكيان الغاصب تأزم المشروعات الاستيطانية ودخولها طور النهاية والتفكك، وكذلك ارتكابه قدراً هائلاً من العنف والتدمير وإلحاق الأذى واسع النطاق بالسكان الأصليين؛ وقد وصل ذلك بالفعل إلى حدّ الإبادة الجماعية والتدمير الشامل.
على أن هذا السلوك الاستيطاني يترافق مع حالة ارتباك شديد وسعي خلف أهداف متعارضة، بل متناقضة، تفاقم من أزمة الكيان الاستيطاني وتشقّقاته الداخلية وسقوط الشرعية عنه وتصاعد الدعوات عالمياً إلى مقاطعته وسحب الاستثمارات منه وفرض العقوبات عليه.
سيبقى شعب فلسطين متمسكاً بأرضه وبكل ذرة تراب منه، وأصبح يوم الأرض يتكرر في كل يوم من أيام السنة لتحرير الأرض المحتلة كلها واستعادة الحقوق.