الثورة – رنا بدري سلوم:
لروحانيّات الشّهر الفضيل أثر كبير ليس في نفوسنا وحسب، بل على أمزجتنا الفنيّة أيضاً فهي تخلق من حواسنا فضاءات تحلّق بين السّطور رسما ً وحبراً وخطاً، وهو ما لفتني في اللوحات الفنيّة للخط العربي عند الرسّام والخطّاط هيثم ديواني وكأنه ينشد عبر لوحاته ابتهالات شهر رمضان الكريم، لدرجة أنك تتتبّع كل خط يخطّه، وخاصة لوحة ليلة القدر التي ننتظر قدومها بفارغ الصبر.
صرّح ديواني لـ”الثورة” أنّ الخط عنده هواية منذ نعومة أظفاره بدأت وهو في الصّف الخامس، وبعد أن كبر تخصّص بصقلها، فأتقن “مهنة” الخط كما وصفها لأن الخط هو جزء كبير من شخصيته، فقد خط ّ كل الطقوس الحياتية من أبياتٍ شعرية وآيات قرآنية وكلمات صوفيّة وابتهالات، فبدأ ببرامج التصميم، وتخصص في الطبوغرافيا رئيساً للقسم، مصمماً ستمئة غلاف للكتب.
مبيناً أنّ مهنة الخط مهنة شاقة وممتعة في آن وتحتاج إلى الموهبة أولاً وتطوير أدواتها تالياً، لذا لحق شغفه فسافر إلى عدّة دول لكسب مهارات الخط وطباعته حتى أصبح مطوّراً لبرامجه، يرسم ديواني بخط يدوي ويدخله في البرامج الحديثة، مشيراً إلى أنه أنجز لوحة النّصر في دير الزور عام 2018 لوحة بانورامية طولها ثلاثين متراً من السراميك، خاتماً بالقول الخط هو الحياة واستمراريتها ومرآتها وهو حافظ لإنسانيتنا بأنّنا يوماً كنّا هنا.