رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية لـ “الثورة”: سورية ستبقى وطناً لن يغيب عنه المجد.. عصي على الاحتلال شامخ رغم أنوف المعتدين
الثورة – لقاء ريم صالح:
بنظرة المنتصر الواثق وإرادة الشامخ الأبي مهما بلغت التضحيات ومهما تعالى فحيح المتآمرين وكثرت شراكهم ومخططاتهم، هكذا كان أبطال جيشنا العربي السوري الذي يواصلون اليوم مسيرة الجلاء التي خاضها من قبل آباؤهم وأجدادهم.. ليكملوا المشوار وليؤكدوا المؤكد بأن سورية كانت ولا تزال وستبقى حرة سيدة أبية مستقلة وإن تكالب عليها غيلان الاستعمار الجديد بحلته المفضوحة، وأما الوجود غير الشرعي للقوات الأجنبية فهو إلى زوال كما اندحر من قبله العثماني والفرنسي وكل من توهم أن له خبزاً على هذه الأرض الأبية، لتتبدد أوهامه ويحصد جحيماً في الميدان، ويعود ومرتزقته إلى مشغليه بالتوابيت والأكفان.
وبمناسبة الذكرى الثامنة والسبعين لعيد الجلاء، التقت “الثورة” العميد الركن غالب جازية رئيس فرع الإعلام في الإدارة السياسية، الذي قال إننا في هذا اليوم العظيم ننحني إجلالاً وإكباراً لأرواح شهداء الجلاء، جلاء الماضي وجلاء الحاضر، الذين استعذبوا الموت ليهبوا لنا الحياة، ونحيي رجال قواتنا المسلحة البواسل الذين يحفظون عهد الجلاء ويصونون الأمانة المقدسة في الدفاع عن الوطن والحفاظ على ترابه.
وعندما نتحدث عن الجلاء فإننا نتحدث عن إرادة النصر لدى السوريين، ولمّا كانت العزائم تأتي على قدر أهل العزم ، فقد كان النصر وكان الاستقلال في السابع عشر من نيسان عام 1946م، وكانت أيضاً الانتصارات المتتالية منذ الجلاء إلى اليوم، فكل قوة غاشمة وطئت ثرى وطننا الأشم وحاولت النيل من كرامته تكسرت سطوتها فوق صخرة الصمود الذي جبل بدم رجالات هذا الوطن.
أرضنا ولادة للرجال والأحرار الأباة..
وأضاف: يذكر التاريخ بأحرف من نور بطولات المجاهدين السوريين منذ اللحظة الأولى لنزول الأساطيل الفرنسية الغازية قبالة السواحل السورية، حيث كان المجاهدون لها بالمرصاد وبدلاً من أن يجد المحتل شعباً أضنت قرون “السلطنة العثمانية” عزيمته وأنهكت التضحيات قواه, وجد أرضاً ولادة للرجال الأبطال والأحرار الأباة، فمازالت أرض سورية مستعرة بنيران الثورة من الساحل الذي تكسرت على صخوره كل الأساطيل الدخيلة، إلى الشمال بأصالته وصموده، ومنعته إلى الجنوب بعزته وجبروته، فالداخل الحصين بوجه أعتى الجيوش، وما نفع الاحتلال الفرنسي مكرُ حيلته بتمزيق البلاد إلى دويلات ليسهل عليه احتلالها، بل كانت الثورة واحدة في كل أرجاء البلاد جمعت الرجال تحت راية واحدة هي راية سورية الأم، سورية الوطن، سورية العصية دائماً على الاحتلال، الشامخة رغم أنوف المعتدين, وجاء الاستقلال من المحتل في السابع عشر من نيسان عام 1946، ليبقى هذا اليوم عبرةً لكل محتل غاشم، وكل جبار ظالم، وليبقى صفحة من صفحات المجد الذي صبغ تاريخ سورية الحديث.
واليوم تمر ذكرى الجلاء ووطننا يتصدى لأقذر حرب إرهابية تكاد تكون الأشرس على مدى تاريخ البشرية الطويل، هجمة تشنها قوى البغي والتآمر والعدوان ضد آخر معاقل الصمود فـي المنطقة ـ سورية الأبية ـ التي ترفض الخضوع والارتهان لإرادة الغرب الاستعماري ومن ورائها الكيان الصهيوني وبعض الأنظمة العميلة التي لا تعدو أن تكون مجرد أدوات رخيصة.
جنودنا البواسل يعيدون ملاحم الجلاء بانتصاراتهم على العصابات الإرهابية المسلحة
وتابع العميد الركن جازية كلامه بالقول: وهاهي سورية اليوم أكثر قوةً وصموداً وأكثر حضوراً وفعالية إقليمياً ودولياً، مؤكدة أنها لن تتخلى عن مقومات السيادة والكرامة، وانطلاقاً من ذلك يعيد رجال قواتنا المسلحة الباسلة ملاحم الجلاء عبر انتصاراتهم التي يحققونها في ملاحقة فلول العصابات الإرهابية المسلحة التي مارست أبشع الجرائم بحق أبناء شعبنا، ودمرت الممتلكات العامة والخاصة فـي محاولة منها لزعزعة صمود سورية وأمنها، والنيل من وحدتها الوطنية، ويخطئ من يظن أن هذه التحديات قد تؤثر فـي عزيمة شعبنا الأبي أو تضعف من قدرته على مواجهتها، فشعبنا حدد خياراته، واختار درب الصمود والنصر في هذه الحرب الإرهابية على سورية, ولن يكون نصيب ما تبقى منها بأفضل من غيرها من المشاريع التي تحطمت على صخرة الصمود السوري شعباً وجيشاً وقيادةً.
الشعب السوري لم ينحن يوماً لمعتد ولم تنل من عزيمته الخطوب..
وأشار إلى انه لا يمكن الحديث عن العقيدة الوطنية التي يؤمن بها المقاتل السوري دون الحديث عن الإنسان السوري بشكلٍ عام، فسورية هي بلد الحضارات والأبجدية الأولى، والإنسان السوري كان دوماً مشبعاً بالفكر الإنساني يمتلك مشاعر الولاء والانتماء للأرض والوطن، والاعتزاز بالقيم والمبادئ الأخلاقية والوطنية السامية، ومن هنا فقد قاوم عبر تاريخه الطويل كل أشكال العدوان ومحاولات الهيمنة والسيطرة، فالشعب السوري شعب أصيل لم ينحنِ يوماً لمعتدٍ ولم تنل من عزيمته الخطوب أو الشدائد، وأبناء الجيش العربي السوري يعبرون أصدق تعبير عن أصالة هذا الشعب بعملهم وبطولاتهم وتضحياتهم والتزامهم بواجباتهم ومهامهم الوطنية والدستورية، فالجيش العربي السوري انبثق من قلب الجماهير، فعبر عن آمالها وطموحاتها ولبّى تطلعاتها ووقف معها صفاً واحداً في خدمة الأهداف الوطنية والقومية في مختلف مراحل النضال، وهذا ما أرسى العقيدة الوطنية الراسخة التي يحملها رجال الجيش العربي السوري، والتي تنبع من العقيدة الشاملة للدولة، هذه العقيدة هي نتاج حالة ثقافية وطنية لا تتشكل مرة واحدة وإلى الأبد، وإنما تأتي نتيجة تطور تاريخي ونضالي طويل الأمد.
فالجذور التاريخية الأولى للجيش العربي السوري كانت بعد طرد المحتل التركي وتشكيل الحكومة الفيصلية الأولى في الأول من تشرين الأول عام /1918م/، هذا الجيش الذي كان قوامه من عامة الشعب (ضباط ـ صف ضباط ـ رتباء) كتبوا لنا بمعركة ميسلون /24/ تموز /1920م/ الأبجدية الأولى لهذه العقيدة الوطنية القتالية التي تعبر عن موقف وطني يبعث على الفخر والاعتزاز ويضيء مشاعل النور والنضال لنا، لأن طريقنا في الجيش العربي السوري طريق الشهادة أو النصر، وكان أول الشهداء وزير الحربية البطل يوسف العظمة، هذه الحالة الوطنية تأصلت وتعمقت بعد تشكيل الجيش العربي السوري في الأول من آب عام /1945م/، حيث كان قوام الجيش من عامة الشعب فلم يكن جيشاً فئوياً ولا نخبوياً، وإنما شكّل حالة وطنية فريدة في تنوعها، هذه الحالة أثمرت محطات مضيئة وتاريخاً حافلاً بالإنجازات والعطاءات، وهذا ما عبّر عنه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد عندما قال: «كنتم وما زلتم مع أبناء شعبنا في كل محطات العطاء والفداء والعمل، وكنتم وستظلون الحصن الحصين للوطن كلما ألمّت به الخطوب، دافعتم وتدافعون عن قضايا الأمة وأهدافها في كل الأزمات والمواقع، ولبيتم وستلبون الواجب كلما دعا النداء، وسطّرتم بكل ذلك سفر مجد عزيز وحروف مداد لا تنقطع».
من يمتلك الحق يكتب عناوين المستقبل..
وأضاف العميد الركن جازية: إن القيم والمبادئ التي تشكل العقيدة الوطنية للجيش العربي السوري هي ليست أهواءً مبعثرةً أو رغباتٍ آنيةً تذروها رياح هنا أو تنثرها عواصف هناك، هي قيم ومبادئ تعبر عن إرادة شعب حرٍّ أبي كريم يرفض الذل والخنوع والهوان، وهذا الشعب لم يتغير سابقاً ولم يتغير اليوم ولا في المستقبل، كما أن جوهر الصراع لم يتبدد من معركة ميسلون وحتى اليوم، فهو صراع بين الحق والباطل، صراع بين إرادة الشعوب وحقها في حياة حرة كريمة، وبين النزعات الاستعمارية الدنيئة التي تريد الهيمنة ونهب خيرات الوطن وسرقة موارد البلاد واستعباد العباد، هي معركة الدفاع عن وطننا وعن كرامة شعبنا عن تاريخنا وتراثنا وهويتنا.
فنحن أصحاب الحق ومن يمتلك الحق ويعتنق الصمود والمقاومة نهجاً وطريقاً، هو من يكتب عناوين المستقبل، ونحن أحفاد أولئك الرجال العظام أحفاد البطل يوسف العظمة، لن نسمح أبداً للقادمين من خارج التاريخ أن يكتبوا على هذه الأرض ما لم يكتبه التاريخ، وستبقى سورية بقيادة السيد الرئيس الفريق بشار الأسد وطناً لا يغيب عنه المجد عصياً على الخضوع عصياً على الانهيار والركوع، وستبقى كما عهدها شرفاء العالم قبلة السلام وموئل المقاومين.
احتضان الشعب السوري لجيشه مكنه من اجتراح الانتصارات..
وأوضح العميد الركن جازية أن سورية استطاعت خلق استراتيجية ناجحة لكل مرحلة من مراحل الحرب، مستندةً إلى علاقةً عضوية تربط الشعب الأبي والجيش الباسل والقائد الحكيم الشجاع، هذه العلاقة المتأصلة الراسخة مكنتها من أن تصمد وتنتصر في مواجهة حشد شبه كوني وتحت ضغط إعلامي وحرب نفسية لا مثيل لها، وفي مواجهة قوى مسلحة مارست الإرهاب بأبشع صوره، لكن احتضان الشعب للجيش مكنه من اجتراح النصر تلو النصر، فلا يمكن لأي جيش في العالم أن يصمد في حرب تجاوزت العشر سنوات دون أن يكون وراءه شعب أبي يرفض الذل والهوان، ودون أن يكون أمامه قائد حكيم وشجاع، وهذا ما عبر عنه السيد الرئيس الفريق بشار الأسد عندما قال: «إن التفاعل الخلاق والتمازج الإبداعي الذي نعيشه في سورية المقاومة بين الشعب والجيش وتكاتف الجميع وكأنهم رَجلٌ واحد، هو سر نجاح السياسية السورية».
وأضاف: لقد ساهمت الكفاءة القتالية العالية لقواتنا المسلحة وقدرتها الفائقة على تغيير تكتيكاتها بأساليبٍ احترافية وإبداعية، إضافةً إلى الطبيعة الوطنية والقومية للشعب السوري الذي بقي بأكثريته متمسكاً بدولته رغم كل الضغوط والإغراءات والحرب النفسية التي شنت عليه، كل ذلك جعل من سورية قلعةً صامدةً عصيةً على الانهيار وقفت شامخة وتحدت أعتى الأعاصير معلنةً أن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر لأنها إرادة الحق والخير والعدل.
الإعلام الوطني عرى إعلام العدو وكشف أباطيله
وأشار العميد الركن جازية إلى أن الشعب السوري تعرض بشكلٍ عام وقواتنا المسلحة بشكل خاص إلى حربٍ إعلامية لا سابق لها جُندت فيها أكثر من /650/ وسيلة إعلامية عربية وغربية، بأنواعها المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة والإلكترونية وغيرها التي كانت تدار من الغرف السوداء، وتبث الشائعات والأفلام المفبركة والأكاذيب والحرب النفسية وضخ الأرقام التي تتاجر بدماء السوريين دون حسيبٍ أو رقيب، وتضيع فيها كل معايير الموضوعية فينخدع المتلقي حسب الطلب المحدد.
وقد شكلت حرب الصورة في الإعلام حيزاً كبيراً في الحرب على سورية بكل الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي، وقد لا تتسع مجلدات لحجم الفيديوهات والروايات والأكاذيب والصور التي تم تزويرها ونقلها بواسطة وسائل التقنية الحديثة، أو نقلها من أحداث سابقة في أمكنة أخرى، لتبرير عملية التدخل الإنساني العسكري ولشيطنة الجيش العربي السوري وإحداث هوة بينه وبين الشعب، وإعطاء الفرصة تلو الأخرى لقطعان الإرهابيين لتحقيق الأهداف المخططة لهم في إسقاط سورية دولةً ودوراً.
وعلى الرغم من البون الشاسع بين قدراتنا الإعلامية وما يمتلكه مخططو دول العدوان من إمكانيات إعلامية إلا أن دور وسائل الإعلام الوطني كان حيوياً ومهماً وناجحاً، فتصدت لهذه الحرب من خلال وضع الخطط الموضوعية وفي التعامل مع الفبركات الإعلامية والحرب النفسية الشرسة وفضح أكاذيبها وادعاءاتها المضللة من خلال نشر الحقيقة بالأرقام والوقائع والصور، وتعرية إعلام العدو وكشف أباطيله، والعمل على التحصين النفسي للمجتمع بشكل عام وللقوات المسلحة بشكل خاص كونها المؤسسة المعنية بحماية الوطن، وتفنيد الإشاعات المسمومة استناداً إلى الحجج والبراهين المنطقية والحقائق الملموسة الواقعية التي حصّنت الشعب وعملت على تعزيز ثقته بجيشه وقيادته، فازدادت اللحمة الوطنية منعةً، وصمدت سورية صموداً أسطورياً مكنها من ترسيخ معادلة جديدة في المنطقة والعالم.
في سورية نضال بالكلمة والبندقية..
ونوه العميد الركن جازية إلى أنه لا شك أن هناك علاقة وثيقة تربط الأدب بالتاريخ فالأدب يستمد مادته من بطون التاريخ وصفاً وتدويناً، ولكن ما يميز الأدب عن التاريخ أن الأخير يعتمد الحقائق، أم الأدب فيطرح نفسه باعتباره شكلاً فنياً على شكل قصيدة، قصة، خاطرة.
والأدب هو واحة ظليلة يفيء إليها الإنسان فتغسل ما في نفسه من هم وعناء، وتغرس في وجدانه القيم السامية الأصيلة، وتفتح أمامه آفاقاً من الجمال والمتعة والفائدة، وهو يعتمد في مادته على الكلمة، والكلمة هي البريد الوارد إلى القلب والعقل، وهي غذاء الروح والسبيل للوصول إلى الإقناع والتفاهم، وهي مشتقة من الكلم وهو التأثير المدرك بإحدى الحاستين السمع والبصر، ولكن يجب أن تحمل هذه الكلمة قيمة معنوية، وأن تكون خفيفة على اللسان سهلة النطق والجريان، وأن تكون لها أهداف وضوابط. فلكل مقام مقال، وأن تحاط هذه الكلمة بسياج العقل والأدب وأن تلبس ثوب الصدق والشفافية، وهذا حال الكلمات التي كتبها الأدباء والشعراء يوم تلاقت فيه إرادة الأرض بإرادة السماء لتكتب بأحرف من نور تاريخ وطن.. تاريخ أمة.. تاريخ الجلاء.
ولا شك أن للأدب عامة وللشعر خاصة دوراً في التعبير عن أفراح الشعب بالاستقلال، وقبل الجلاء كان لهم دور بارز في التشهير بجرائم المحتل الفرنسي، وحث الثوار على الكفاح والثورة على المحتل، وإلهاب مشاعرهم الوطنية، وهذا ما أثار نقمة المحتل عليهم وزج بهم في السجون، ومنهم من كان يناضل بالكلمة والبندقية، فعلى سبيل المثال كتب الشاعر نجيب الريس قصيدة عام 1922 وهو في سجن قلعة أرواد يؤكد على استمرار الكفاح ويبشر بشمس الجلاء قائلاً:
يا ظلام السجن خيّمْ
إننا نهوى الظلاما
ليس بعد الليل إلا
فجر مجد يتساما
إيه يا دار الفخار
يا مقر المخلصينا
قد هبطناك شباباً
لا يهابون المنونا
وتعاهدنا جميعاً
يوم أقسمنا اليمينا
لن نخون العهد يوماً
واتخذنا الصدق دينا
ومن القصائد المشهورة التي نددت بجرائم المحتل قصيدة ألقاها أحمد شوقي في حشد جماهيري في القاهرة جاء فيها:
سلام من صبا بردى أرقُّ
ودمع لا يكفكف يا دمشقُ
بلادٌ ماتَ فتيتها لتحيا
وزالوا دون قومهمُ ليبقوا
وللحريةِ الحمراء بابٌ
بكل يد مضرجةٍ يدُقُ
جزاكم ذو الجلال بني دمشق
وعزّ الشرق أولهُ دمشقُ
وأضاف العميد الركن جازية: لقد جاء الجلاء بعد نضال متواصل بذل فيه شعبنا الأرواح رخيصة في سبيل الوطن، ولعل قصيدة عروس المجد التي ألقاها عمر أو ريشة أنموذجاً رائعاً يبين فيه أنه لولا تلك الدماء الزكية لم يكن للأجيال أن تنعم بالاستقلال فقال:
ياعروس المجد تيهي واسحبي
في مغانينا ذيول الشهب
لن تري حفنة رمل فوقها
لم تعطر بدما حر أبي
ياعروس المجد طاب الملتقى
بعدما طال جوى المغترب
قد عرفنا مهرك الغالي فلم
نرخص المهر ولم نحتسب
وأرقناها دماء حرة
فاغرفي ما شئت منها واشربي..
وأضاف: يقول خليل مردم بك في قصيدته يوم ميسلون:
أيوسف والضحايا اليوم كثر
ليهنك كنت أول من بداها
غضبْتَ لأمة منها معد
فأرضيت العروبة والإلها
وبعد التعبير عن الفرحة بالجلاء يقول الشاعر شفيق جبري:
حلم على جنبات الشام أم عيد
للهم هم ولا التسهيد تسهيد
أتكذب العين والرايات خافقة
أم تكذب الأذن والدنيا أغاريد
أما الشاعر بدر الدين حامد فيقول:
يوم الجلاء هو الدنيا وزهوتها
لنا ابتهاج وللباغين إرغام
يا راقداً في روابي ميسلون أفقْ
جلت فرنسا وما في الدار هضام
وختم العميد الركن جازية كلامه بالقول: أما أنا فأقول في هذه الذكرى العظيمة ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن أرض الوطن:
حيَّ الجلاءَ بخافقي ولساني
واعزف لهُ ما شئت من ألحاني
ما كان إجلاءُ الغزاة عن الحمى
إلّا حصاد وشجاعةِ الشجعانِ
تزهو البلادُ بمن بنوا أمجادها
بالعزم والتصميم والإيمانِ
تزهو بقائدها وصانع فجرها
أسد الشآمِ وفارس الميدانِ..
وأكد أنه في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا نجدد عهد الوفاء والولاء للوطن ولقائدنا الحكيم والشجاع السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بأن نستمر في بذل المزيد من الجهود والتضحيات في الذود عن الوطن وصون عزته وكرامته ليبقى أبياً شامخاً عصياً على المؤامرات، خيارنا دائماً هو خيار الشعب ومصلحة الوطن، وستبقى ذكرى الجلاء حافزاً لشعبنا نحو مزيد من الالتفاف حول قيادتنا الوطنية وتجسيد تطلعاتها لتحرير كل شبر من ترابنا المحتل، والتمسك بإرادتنا الحرة مع التأكيد على أن الأرض والحقوق والسيادة والاستقلال خارج دائرة المساومة مهما بلغ الثمن، ولنا موعد مع النصر الناجز القريب وتحقيق جلاءِ جديد وكل عام وشعبنا وجيشنا وقائدنا السيد الرئيس الفريق بشار الأسد بألف خير.