بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
اليوم ونحن في ذكرى الجلاء العظيم، نستذكر بطولات أجدادنا وآبائنا، ونستحضر تضحياتهم بأموالهم وأرواحهم، ليحيا أبناؤهم حياة الحرية الكريمة، وما أشبه اليوم بالأمس، فأبناء شعبنا الأبي يسطرون الملاحم ضد الغزاة والإرهابيين والمحتلين، من أمريكيين وأوروبيين وأتراك وصهاينة.
وفي هذه الذكرى العظيمة نستحضر أيضاً مخططات المستعمرين التي قدمت إلينا منذ عقود تحت ذرائع “الانتداب” والوصاية الكاذبة، لتقسم بلداننا وتستعبد أمتنا وتنهب خيراتها وثرواتها، لنرى بأم العين كيف يستنسخ المستعمرون سياساتهم ذاتها، وكيف يتحالفون ليحتلوا أرضنا وينهبوا نفطنا وقمحنا، وما تفعله القوات الأمريكية والتركية المحتلة في الجزيرة والمحافظات الشمالية منذ سنوات خير شاهد.
منذ عقود قام الفرنسيون بقصف مدننا وقرانا بطائراتهم ودباباتهم وقتلوا الأبرياء، ودكت دباباتهم حتى مبنى البرلمان، ورصاصهم الغادر طال النواب وحاميته من الشرطة، واليوم يقوم المحتلون ومعهم ربيبتهم “إسرائيل” بالفعل الشنيع والجريمة ذاتها بحق شعبنا.
اليوم نستذكر بأحرف من نور بطولات المجاهدين السوريين من سلطان باشا الأطرش إلى صالح العلي وأحمد مريود وإبراهيم هنانو وحسن الخراط ومحمد الأشمر والقائمة تطول إلى آخر مواطن سوري تصدى للمحتلين والغزاة، لنؤكد ان أحفادهم ماضون على دربهم بكل عزيمتهم، وقواتهم المسلحة تعبر أصدق تعبير عن أصالتهم ببطولاتها وتضحياتها.
وكما صنع السوريون استقلالهم بعد تضحيات كبيرة قدموها، وعقب سلسلة من الثورات التي فجروها ضد المستعمرين، فإنهم اليوم قادرون على طرد المحتلين ومرتزقتهم، وإعادة إعمار بلدهم.
“الثورة” تلقي الضوء في هذا الملف على الجلاء العظيم ومعانيه ودروسه وتلتقي عدداً من ضباط جيشنا الباسل ليسلطوا الضوء على الذكرى ومعانيها ومعنى التزامهم بواجباتهم ومهامهم الوطنية والدستورية حتى تحرير الأرض من المحتلين الجدد ودحر الإرهاب عن آخر ذرة تراب سورية.