أول ما تبادر إلى أذهاننا لدى سماعنا خبر رحيل الفنان المصري صلاح السعدني، دوره في مسلسل ” ليالي الحليمة” الملحمة الدرامية التي مثل فيها دورالعمدة ” سليمان غانم” تلك الشخصية الريفية التي ستبقى محفورة في الذاكرة بتقلباتها وتطورها الدرامي المرتبط بالتقدم بالعمر، التي لقب على أثرها بعمدة الدراما المصرية.
وإن كان الدور الأهم في حياته المهنية، إلا أن السعدني أبدع في أدوار لا تقل أهمية عنه، مثل حسن في مسلسل أرابيسك، و نصر وهدان القط، في مسلسل حلم الجنوبي….ولا يمكن أن ننسى مسلسل المخرج محمد الفاضل الشهير” أبنائي الأعزاء شكراً..
وإن توقفنا عند هذه الشخصيات لتميزها إلا أنه استمر في تقديم شخصيات مهمة حتى عام (٢٠١٣) من خلال مسلسل القاصرات الذي كان آخر أعماله الدرامية، بعدها غاب عن الأنظار.
تنوعت الأعمال التي قدّمها بين التلفزيون والسينما، والدراما، والمسرح حيث قدم مسرحيات شهيرة منها الناصر صلاح الدين، الملك هو الملك، ثورة الموتى…
في السينما من ينسى فيلم “زمن حاتم زهران” وتتالت نجاحاته في أفلام صنعت بحرفية لافتة مثل “العملاق”، “لعدم كفاية الأدلة”، “طالع النخل”،
أيا كان المجال الذي اشتغل فيها لا بموهبته فقط، بل وبمزاج فني رافق الحقبة الجميلة التي انتمى إليها.
برحيل صلاح السعدني أحد عمالقة الزمن الجميل، نخسر فنانا أتقن مختلف الأدوار بتركيبتها وتطوراتها الدرامية، وصنع كاريزما لا تتكرر اشتغل عليها منذ كان طالباً في كلية الزراعة حيث شكل ثنائياً لافتاً مع الفنان عادل امام، شراكة فنية استمرت طويلاً وأنتجت أعمالاً مهمة أبرزها فيلم “الغول، وكيف تسرق مليونير، وشلة المشاغبين”
سيبقى صلاح السعدني بشخصيته الساخرة، المشاكسة خالداً، سنتذكره كلما أردنا الارتقاء درامياً يقارب مرحلة نازفة في ابتعادها عن غنى الفن الجميل…!

السابق
التالي