لم يعد خافياً على أغلبية الأسر السورية أهمية اللقاح لكي يبقى أطفالهم بخير وأمان، ولم يعد خافياً النجاحات الكبيرة التي حققتها حملات اللقاح الوطنية المجانية منذ أن تأسس برنامج التلقيح الوطني عام 1978 وحمل على جدول أعماله أهدافاً مهمة في الوصول إلى سورية خالية من شلل الأطفال ومن كزاز الوليد والقضاء على الحصبة والحصبة الألمانية وخفض معدلات الوفيات والمراضة لجميع الأمراض المشمولة بالبرنامج.
ومع تجديد الحملة التي انطلقت اليوم تحت شعار “ليبقوا بأمان”.. هناك رسائل مهمة تبثها وزارة الصحة السورية تستهدف من خلالها الأطفال المتسربين وتعزز اللقاح الروتيني. تبدأ بتذكير الأهالي اصطحاب أطفالهم للمراكز الصحية أو الفرق الجوالة لتقييم حالتهم التلقيحية وإعطائهم اللقاحات المستحقة. وإلى تقديم معلومات ضرورية لكل أسرة لديها أطفال أعمارهم دون الخمس سنوات وتزويدهم ببطاقات لقاح في حال عدم وجودها… وصولاً إلى أن يتعرفوا على الحالات الشائعة التي لا تمنع اللقاح مثل ارتفاع درجة الحرارة البسيط والإسهال والسعال والرشح واليرقان الفيزيولوجي واستعمال الصادات الحيوية والتي يعتقد الكثيرون بأنها مانعة للقاح.
لاشك أن للرسائل الصحية التي تسبق الحملة أهمية كبيرة في تنبيه الأسر إلى الحالات التي لا يصح أن يأخذ بها الطفل اللقاح مثل ارتفاع الحرارة إلى درجة 38.5م والتحسس لجرعة لقاح سابقة والمصابين بمرض نقص المناعة أو المعالجة بأدوية مثبطة أو منقصة للمناعة. بالمقابل من المهم أن يعرف الأهالي صدى الشائعات بأن اللقاح آمن ومعتمد من منظمة الصحة العالمية… وأن التلقيح أمر ضروري، وكل طفل يحتاج إلى عدد من جرعات اللقاح خلال العام والنصف الأول من حياته وإلى جرعات إضافية داعمة بعد ذلك… لكونه الوسيلة الأنجح عالمياً في حماية الطفل من عدة أمراض خطيرة، وبالتالي هي توفر الحماية للأطفال والمجتمع معاً، والتهاون في إعطاء اللقاح للأطفال يضر بصحة الطفل والمجتمع معاً أيضاً.