الثورة – آنا عزيز الخضر:
أكثر العروض المسرحية التي تصنع الدهشة، تلك التي تتشابه فضاءاتها مع حياتنا، شكلاً فنياً ومضموناً، وتتوازى عوالمها مع حقائق حياتية نعيشها، كي تثير التساؤلات الكثيرة التي نحتاجها.. فنتماهى مع أفكارها بامتياز.. هذا ما قدمه العرض المسرحي “حكي جرايد” على خشبة مسرح الحمراء بدمشق.. إعداد وإخراج زين طيار.
خلق العرض ببنيته الدرامية الخاصة جداً، المستوحاة من طابع الجريدة وما تحمله من تنوع في موضوعاتها، فقدم العرض المعادل الدرامي لكل ذلك عبر مجموعة لوحات درامية، ارتبطت بروح واحدة، وإن تنوعت طروحاتها، فتحدثت عن يوميات واقعية لحياة الناس، كما آليات تعاملهم مع الجرائد بنفس الوقت، وكيف يؤثر الإعلام على المجتمع، كل ذلك عبر أسلوب كوميدي، حاملاً بين سطوره الموقف وكوميديا راقية.
أما ديكور العرض فكان متماهياً مع أفكاره، فقد حضرت الجرائد، فغطت خشبة المسرح والجدران، وحمل العرض رسائل توعوية، أشارت إلى سلبيات اجتماعية كثيرة من خلال اللوحات متعددة الأفكار، التي تدعو جميعها إلى إعمال العقل والفكر في كل جانب من حياتنا، وفي كل حدث نشهده من حولنا، كي نتمكن من التمييز بين الخطأ والصواب، وحتى نمتلك مقدرة الفصل بين ما هو حقيقي وبين ما هو مشوش من الأخبار والحقائق.
أدى الممثلون شخصياتهم باقتدار وتميز في فضاء العرض، على الرغم من أنهم هواة، فأظهروا موهبتهم الفنية ومهاراتهم، واستطاعوا تجسيد أدوار، نقلت لنا الواقع والحياة التي نعيشها كما الصعوبات التي تتربص بحياة الشعب السوري، خصوصاً أن العمل يدور حول الحياة الاجتماعية وحالاتها وعلاقاتها بأسلوب له طابعه الكوميدي، الذي خلق الابتسامة على الرغم من مرور العرض على الكثير من صعوبات حياتنا.