الثورة – رفاه الدروبي:
افتتحت وزير الثقافة الدكتورة لبانة مشوح معرضاً عنوانه “يوم الأرض” نظم بالتعاون بين اتحادي الفنانين التشكيليين السوريين والفلسطيني فرع سورية، شارك فيه ٣٧ فناناً وفنانة، بلوحة أو لوحتين، إضافة إلى البوستر ومنحوتات وصور فوتوغرافية، طرقوا فيه عدة مدارس رسموها بألوان الأكرليك والزيتي في صالة الشعب للفنون الجميلة.
الدكتورة مشوح أشارت إلى أنَّ يوم الأرض تزامن مع ما يحصل في غزة اليوم ويجسِّد قيم الانتماء وصدقه والمعاناة والأمل وهناك تشبث بالأرض والعقيدة، وأنَّ الوطن لابدَّ أن يعود لأصحابه مهما طال الزمن، ومهما بلغت التضحيات، إنَّه ديدن الشعوب، لافتة إلى أن يوم الأرض تزامن مع عيد الجلاء في سورية فرمزيته كبيرة جداً، ويعني الألم المديد من المعاناة، ولابدَّ أن نترك مكاناً في نهاية المطاف للزوال، وأن يأتي بدلاً عنها الوطن العزيز القوي والإنسان المعتز والمؤمن بهويته، لافتة إلى أنَّ مشاركة فنانين سوريين وفلسطينيين في معرض يوم الأرض هو القيمة الأبرز واللحمة العربية على الأرض السورية تجسدت بينهما بروح واحدة وشعور بألم وشعور بالتمسك بأمل واحد.
ولفت رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين عرفان أبو الشامات إلى أنَّ غزة كان لها دور طاغٍ على اللوحة لمعرض ضمَّ ٣٧ لوحة وشارك كل فنان بلوحة عن يوم الأرض إنَّه يوم جليل ومقدس وجرت العادة مشاركة الفنانين في إحياء الذكرى.
بدوره أمين سر اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين غسان غانم بيَّن أنَّ الفنانين جسَّدوا شيئاً يعبِّر عن القضية الفلسطينية لألم يعيشه ويراه عن طريق الصهاينة المجرمين الذين يحاولون أن يقسموا ظهر الشعب الفلسطيني، لكن سيرجعون إلى أرضهم، لأنَّ المقاومين يدافعون عن أرضهم بكل ما لديهم من قوة لأنَّها منبتهم وأرض الآباء والأجداد.
وأكَّد مسؤول المعارض في اتحاد الفنانين التشكيليين فرع سورية الفنان معتز العمري أنَّ المعرض نظّم بالتعاون بين اتحادي الفنانين في سورية وفلسطين، وشارك بلوحة يحكي فيها عن فلسطين وغزة متبعاً المدرسة التعبيرية- الرمزية ورسم عيناً وداخلها امرأة على رأسها قبة الصخرة وداخل الدائرة نساء والمحيط يشكل كلمة فلسطين ويدل فيها أنَّهم يستهدفون غزة، ولكن بالنهاية الهدف المحوري القدس ويسعون إلى تهويدها دائماً.
من جهته الفنان محمود خليلي أشار إلى أنَّه قدم لوحتين انتهى من إحداهما الليلة السابقة للمعرض، رسم في الأولى مقتبساً من بطولات الشعب الفلسطيني وصبره في الأرض المحتلة وحاول في كلا العملين أن يجسد مأساة أبرزها من خلال الركام الموجود ويحتوي داخله شهداء من الأطفال وصحافة السلام تصرخ ولا من مجيب، مبيناً أنَّه رسم في لوحته الثانية أكياس الطحين المتبقي الوحيد للشعب الفلسطيني وآلاف الشهداء ودمار شامل في كل بقاع غزة ولم يبق للفلسطينيين إلا البحث عن كيلو الطحين وعن رغيف خبز تمَّ اغتياله وحرم الشعب الفلسطيني منه، مُنوِّهاً بأنَّ اللوحة رسمهما خصيصاً للمعرض بمذهب تعبيري ورمزي وأهمُّ رموزهما البنيان الفلسطيني الشامخ مثل القلعة بينما طير السلام المذبوح ملطخ بالدماء أظهرها باللون الأحمر القاني ويبرز الجرح الفلسطيني منذ نكبة ١٩٤٨ وعبر باللون الأزرق عن الأمل مهما كانت التضحيات.
على حين المصورة الفوتوغرافية رهف الجلاد تمثل يد الشاب الفلسطيني وترمز للقوة والرافض للأسر في سجون الاحتلال ويحاول فك الأسلاك الشائكة والخروج من السجن الإسرائيلي ليؤكَّد انتصاره رغم كل الظروف القاهرة.