التتبع “الإلكتروني” .. والصعق الكهربائي!!

لو سألت أي مواطن عن إجراءات حكومية للحد من الفساد، والهدر لكان جوابه بالموافقة والشد على الأيادي في سبيل القضاء على كل من يمس لقمة عيشه …
عندما اتجهت الحكومة لتركيب أجهزة التتبع الإلكتروني على سيارات النقل العامة “السرافيس ” كان يجب التأكد من عدم وجود ثغرات تقلل من أهمية هذه التجربة لا أن تترك المجال ” للتجريب ” و هذا ما ظهر واضحًا من خلال القدرة على التلاعب و الاختراق … و الأمثلة كثيرة لا مجال لذكرها كوننا ذكرناها و بالتفصيل سابقًا..
قلنا إن الجهات ” الإلكترونية ” المتابعة و المتتبعة للمصلحة الوطنية لن تقع بالمطب مرة ثانية عندما قررت تركيب تلك الأجهزة على السيارات الحكومية و لن تترك المجال للتجريب و اكتشاف الأخطاء و معالجتها قبل أن تقوم بالتجربة والتركيب..
الذي حصل أن الجهات المعنية بالأمر قامت بالتجربة على شركات و مؤسسات عامة على اتصال مباشر بخدمة المواطن و الذي يستدعي منها التدخل الفوري للمعالجة..
عيوب أجهزة التتبع الإلكتروني ظهرت منذ اليوم الأول أثناء تركيبها على آليات شركات الكهرباء و التي تستخدم ” رافعات ” لإصلاح الشبكة و صيانتها ..
الذي حصل أن الجهاز لم يراع أن تلك الروافع التي تقوم بإصلاح الأعطال على الشبكة و هي في حالة تشغيل المحرك و يمكن أن يستمر التشغيل ساعات طويلة .. وبالتالي لم تفتح بطاقة المحروقات الذكية وتم حرمان تلك الروافع من مخصصاتها، الأمر الذي أدى إلى توقف تلك الروافع في شركات الكهرباء و أقسامها في المناطق كون الجهاز لم يلحظ هذا التفصيل المهم في عمل تلك الشركات..
نتائج هذا التجريب غير المبرر والخطأ الذي يجب أن تكون الجهات المعنية قد تداركته قبل البدء بعملية التجريب أدى إلى فوضى و توقف تلك الروافع عن الخدمة، إلا في حالة استثنائية عبر قيام بعض مديري الشركات بالاستدانة من محطات الوقود ريثما يتم تدارك الأمر مع معرفة هؤلاء المديرين أنهم سيتحملون المسؤولية و يدفعون من جيوبهم أو عبر أساليب ملتوية إن لم يتم معالجة الوضع بالسرعة القصوى..
الأمر نفسه وقعت به وزارة الصحة و المشكلة التي اعترضتها أثناء تركيب أجهزة التتبع الإلكتروني على سيارات الإسعاف.. الجهاز لا يسمح لسيارة الإسعاف تخطي حدود المحافظة التابعة لها .. و لو افترضنا أن حالة إسعاف طارئة إلى مستشفى متخصص في محافظة أخرى سيكون الحل بنقل المريض إلى الحدود الإدارية للمحافظة الجارة و تقوم سيارة إسعاف أخرى بملاقاتها و نقله.
ما هذا التعقيد و من يتحمل مسؤوليته؟.. وهل من الحكمة أن يترافق الروتين في هكذا مجالات حساسة ربما لا تحتمل التأجيل و يكون الوقت عاملاً مهماً في إنقاذ مريض أو إصلاح عطل طارىء..
القضية تحتاج إلى قدرة على المحاكمة العقلية ووضع أشخاص على قدر المسؤولية و قدرتها على اتخاذ قرارات استثنائية .. !!
القضية أخذت أبعادًا أخرى ووصلت إلى مرحلة التشكيك العلني في جميع الإجراءات والقرارات التي تخالف المنطق و علنًا..
المواطن ليس حقل تجارب، ويكفي ما يعانيه من منغصات يومية لا تعد ولا تحصى.

 

 

آخر الأخبار
هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية