ها هو الدوري السوري للمحترفين لكرة القدم لموسم “٢٠٢٣ – ٢٠٢٤” وما يسمى”بالممتاز” وطبعاً هو أبعد ما يكون عن هذه التسمية، يسدل الستار عن منافساته اليوم بلقاء أخير بين الجيش زعيم المسابقة وضيفه الطليعة، في مباراة لن تقدم أو تأخر نتيجتها سوى بتقدم الطليعة إلى المركز التاسع إن حقق الفوز.
للأسف رغم اجتهاد القائمين على كرتنا بتغيير التسمية من دوري الأولى للمحترفين إلى دوري الممتاز، ورغم اعتراف رأس الهرم الكروي صلاح رمضان، وكل من هو بموقع المسؤولية عن كرتنا بضعف مستوى الدوري وتراجعه على كل الأصعدة إلا أن ما يحيّر الإصرار على الاستمرار بالقرارات الخاطئة؟
ما لفت نظري سابقاً وحتى الأمسِ تصريح رئيس الاتحاد بأن عدد فرق الدوري (اثنا عشر نادياً) هو كافٍ!؟ لضعف المستوى، بل يجب أن يكون العدد أقل (عشرة أندية و زيادة) ؟!
هل يعقل من خلال اثنتين وعشرين مباراة أن يتطور الأداء؟ هل يوجد دوري من الدوريات القوية عالمياً أو إقليمياً عدد فرقها ( ١٢ نادياً ) ؟! باستثناء الدول صغيرة المساحة وقليلة السكان، ومن المعلوم أن العدد الفعلي للمباريات التي يجب أن يخوضها أي لاعب كرة قدم ألا يقل عن خمس وأربعين مباراة في الموسم على الأقل؟!
غريب وعجيب أمر أصحاب القرار بالإصرار على القرار غير الصائب بل المدمّر لدورينا و كرتنا.
نعلم ما تعانيه أنديتنا من ضيق الحال وقلة الموارد وأنها أبعد ماتكون عن الاحتراف الناجح، ونعلم مدى تراجع جودة ملاعبنا وما ينقصها، لكن هل من المنطق بدلاً من أن نصلح الأخطاء ونصوب المسار أن نهرب منها؟
كلنا يعلم أن ما يسمى حالياً بدوري الأولى ( الدرجة الثانية سابقاً) أن أداء مبارياته تحصيل حاصل، ماعدا بعض الأندية التي حصلت على الدعم الكافي، كما هو حال ناديي الشعلة و الهلال حالياً، التي تطمح للصعود للأضواء، حيث باقي الأندية تعمل جاهدة على البقاء في الظل وعدم الصعود لعدم قدرتها المادية على التواجد في دوري المال.
المطلوب زيادة عدد المباريات بزيادة عدد الأندية المسلط عليها الضوء في دوري المحترفين، أقلها أربعة عشر نادياً، ثم البحث عن دعم هذه الأندية، وتغيير طريقة الهبوط، كأن تهبط ثلاثة أندية وتصعد ثلاثة، يهبط آخر ناديين مباشرة وإعطاء الفريق الذي يحتل المركز الثاني عشر فرصة البقاء بلقاء فاصل مع ثالث الصاعدين، ما سيزيد من الإثارة و المنافسة، وبأن نعمل على إيجاد دوري سوبر خاص بالأندية الستة الأولى في دوري الأضواء، وبأن يكون لها جوائز مادية كبيرة ومحفزة وبإعطائها فرصة المشاركة الخارجية، عربياً أو إقليمياً، ما سيزيد المنافسة وعدد المباريات، ووضع إدارات الأندية المتقاعسة والهاربة من مسؤولياتها تحت مجهر العمل وأداء المطلوب منها، وبالتالي فسح المجال للمواهب باكتشاف نفسها والظهور .
نعلم أن القرار ليس بيد اتحاد الكرة وحده بل بيد الأندية والجمعية العمومية، لكن أن يصر القائمون على كرتنا بأن الخطأ هو الصواب وأن نية الاستمرار به هو النجاح، سيجعل كرتنا تدفع فاتورته أكثر فأكثر، والدليل ما وصل إليه دورينا من ضعف وسوء لم يسبق له مثيل.