الثورة – صبا أحمد يوسف:
رغم الوضع الحياتي الضاغط الذي تشهده مختلف القطاعات الاقتصادية والتنموية في سورية، نتيجة تداعيات 14 عاماً من الحرب الإرهابية عليها، والحصار الأميركي– الأوروبي، إلا أن فعل الخير لم يخل من قلوب وضمير وسلوك الكثيرين من أصحاب المصالح الاقتصادية والتجارية، فعل تميز به الشعب العربي السوري تجاه الغير، وهو ما بدا جلياً خلال تعامله مع المواطن العراقي الذي قدِم إلى سورية أثناء الغزو الأميركي للعراق، وتعامله مع المواطن اللبناني إثر العدوان الإسرائيلي في حرب تموز 2006، فتح السوريون منازلهم لجميع الأشقاء العرب، ورفضوا التعامل معهم على أنهم لاجئون بل ضيوف.
تلك الحمية والنخوة.. ظهرت واضحة لدى العديد من السوريين ممن لديهم مصالح تجارية وخدمية “محال تجارية، مطاعم، سيارات أجرة”، تجاه الفقراء وأصحاب الحاجة ممن قد لا يملكون ثمن سندويشة تسد رمقهم، أو ثمن كيلو لبن أو نصف كيلو رز أو سكر غيرها.
في حياتنا اليوم نشاهد العديد من تلك الحالات، حالات التعاطف مع الفقير، وهو ما لفتني في صاحب مطعم، وبقالية، وصاحب سيارة تكسي، حيث قاموا بكتابة لافتات على ممتلكاتهم، تدعو أصحاب الحاجة لأخذ طلبهم دون مقابل، بغية عدم إحراجه ودفعه إلى الطلب.
يقول أصحاب تلك المبادرات: “إن خليت خربت”، و”المركب اللي ما في لله يغرق”، وإن ما يقومون به هو من باب الإنفاق لوجه الله تعالى، ومن باب الإحساس بضيق حال الكثير من المواطنين، فقد بات الكثيرون عاجزين عن تأمين جميع متطلبات أسرهم.