رئيس فرع التدريب في الكلية السياسية العسكرية لـ” الثورة”: الشهادة أهم مفاتيح النصر ووثيقة شرف ممهورة بحمرة التراب وطهر الدماء

الثورة – لقاء لميس عودة:
هو أقدس الأعياد وأنبلها وأجلها قيماً راسخة ومعاني سامية، فلا شرف يوازي الشهادة، ولا سمواً ورفعة يضاهيان البذل المقدس بالأرواح والدماء عربون الولاء المطلق للوطن، ليبقى شامخاَ مسوراً بنبضات الأفئدة ومسيجاً بالزنود السمر والهامات الشامخة التي تصون الأمانة المقدسة بالدفاع عن الوطن والحفاظ على وحدة ترابه وكرامته واستقلاله، موحداَ بجغرافيته الممتدة على شغاف القلوب.
فتراب سورية الذي رواه الشهداء الأبرار بطهر دمائهم على مر التاريخ أثبت صدق الانتماء وأعظم آيات البذل والجود والعطاء، فكانت غلال المجد ومواسم الانتصارات.. ولأن للشهادة نفحات قدسية وعطر لا يزول من حنايا النفوس كان لزاماً علينا ونحن في حضرة عيد الشهداء المجيد، التوجه نحو مصنع البطولة ومحراب الصلاة الدائم في حب الوطن التي تتلى فيه آيات العزة والكرامة والإخلاص، إنه جيشنا الباسل عنوان صمودنا وأيقونة انتصاراتنا، وذلك لتقديم التبريكات لبواسل الوطن الذين هم على عهود صون الأرض باقون.. فكان لصحيفة الثورة لقاء مع  رئيس فرع التدريب في الكلية السياسية العسكرية العميد الركن علي الشيخ للحديث عن معاني ودلالات عيد الشهداء كشعلة نور وقبس هداية لخطوات أبطالنا المظفرة بالنصر، وعن معنويات بواسلنا واستعداداتهم لاستكمال شرف مهامهم وواجباتهم الوطنية لتحرير الأرض وصون وحدته حتى تمام عقد الإنجاز.
– تاريخ نضالي مشرف صاغ أبجدية الشهادة على رقعة الوطن..
بداية تحدث العميد الركن الشيخ عن الخلفية التاريخية لعيد الشهداء الذي تكرس عيداً وطنياً يحتفى به تمجيداً للشهادة وتبجيلاً للشهداء الذين ما بخلوا بأغلى ما يملكون ليضيئوا دروب التحرر ونيل الاستقلال، موضحاً أنه  في عام 1915م قاد جمال باشا السفاح الجيش التركي الرابع لعبور قناة السويس واحتلال مصر وهو ما يسمى بحرب سفر برلك، أو حملة ترعة السويس فاخترق في ليلة 2 شباط 1915م صحراء سيناء التي كانت حينها تفتقر لطرق المواصلات فكانت القوات التركية  تصل إلى القناة منهكة القوى لتحصدها البوارج البريطانية على الضفة الغربية للقناة، ومع أن بعض السرايا القليلة استطاعت عبور القناة إلا أن الهجوم فشل فشلاً ذريعاً ولم ينج من الجيش الرابع إلا القليل.
وتابع العميد الركن الشيخ أن الفشل الذريع لهذه الحملة ومسؤولية جمال باشا السفاح المباشرة عن ذلك الفشل الذي كان حينها الحاكم العسكري المطلق على سورية أثناء الاحتلال العثماني، ونتيجة الهزيمة الكبرى التي منيت بها قواته صب جام غضبه على القيادات العربية العسكرية والمدنية التي حمَّلها مسؤولية إخفاقه، فعمل على استبدال الكتائب العربية في بلاد الشام بكتائب تركية، وفصل ضباط العرب البارزين من وظائفهم وأرسلهم إلى مناطق بعيدة، وأخذ باعتقال الزعماء الوطنيين والمفكرين العرب والتنكيل بهم وتعذيبهم حتى الموت، وقد كانت باكورة هؤلاء إعدام عدد من المناضلين بأحكام غريبة باطلة في عدد من المناسبات.
وقام جمال باشا السفاح بإحالة ملفات عدد من المثقفين العرب من سورية ولبنان إلى محكمة عرفية في لبنان، ونفذت أحكام الإعدام على دفعتين واحدة في 21 آب 1915م وأخرى في 6 أيار 1916م في كل من ساحة البرج في بيروت فسميت بساحة الشهداء وساحة المرجة في دمشق.
– أسمى القيم شرفاً وبطولة ورفعة..
وعن معاني الشهادة كقيمة عليا يعتنقها بواسل الجيش العربي السوري واستلهام معانيها في الملاحم البطولية التي يسطرها بواسلنا على اتساع معارك المواجهة مع الأعداء، أكد العميد الركن الشيخ أن الجيش العربي السوري آمن بالشهادة طريقاً للنصر، مقتدياً بفكر وتوجيهات القائد المؤسس حافظ الأسد الذي أولى الشهادة أهمية كبرى عندما قال: ” الشهادة طريقنا للنصر”،  فرسم بذلك نهجاً وطنياً عظيماً لبلوغ مقاصد تحرير الوطن والذود عن حياضه، وكرس معاني الشهادة السامية كأنبل وأعظم التضحيات، ولأننا على عهود الولاء والانتماء أبناء مخلصون للوطن، وبفكر وقيم القائد المؤسس حافظ الأسد، نتابع اليوم بعزيمة أمضى  وإرادة أقوى خلف راية السيد الرئيس الفريق بشار الأسد الذي كرس مفهوم الشهادة تكريساً أصيلاً في حياة الوطن والشعب، وتابع برعايته الكريمة واهتمامه الدائم بذوي الشهداء والمفقودين ليبقى اسم كل من ضحى فداء للوطن مشعل نور لايخبو وشمس هداية لا تغيب.
وتابع العميد الشيخ أنه إذا أردنا أن نعرف معاني الشهادة لغوياً فإن الشهادة هي عالم الأكوان الظاهرة ويقابلها عالم الغيب، كذلك تعني الشهادة إدلاء المرء بما رآه، وكذلك هي الموت في سبيل الله والوطن وأن الشهيد هو الذي لايغيب شيء عن علمه وهو من أسماء الله الحسنى.

وأردف العميد الركن الشيخ أن ما يهمنا من هذه المعاني كلها معنىً واحداً هو الاستشهاد في سبيل الوطن إحقاقاً للحق، ومنعاً للظلم، ودفاعاً عن تراب الوطن ومقدساته، ومن خلال استعراضنا للمعاني السابقة للشهادة نرى أنها أخذت معاني متعددة ولكنها تحمل معنىً إيجابياً، بل معنىً رفيع في مدلول اللغة وفي عرف المجتمع وكلها تدل على معنى المشاهدة التأكيدية.
المعنى الذي نحن بصدده أي الشهادة في سبيل الوطن، فنحن هنا نتحدث عن حقيقة مطلقة لا يرقى إليها الشك بأن الإنسان وصل إلى مرحلة تقديم نفسه وهي أغلى ما يملك في الوجود مقابل انتصار عقيدة أو دفاع عن تراب الوطن ومقدساته.
فعندما يندفع الإنسان في ساحة المعركة رغم وجود خطر الموت لايمنعه شيء عن تحقيق الهدف الذي هو النصر، أو أن يرتقي شهيداً وينال شرف الشهادة، فهل هناك شهادة أو وثيقة أمام الله وأمام الناس أعظم من أن يقدم الإنسان نفسه رخيصاً في سبيل عقيدته وأرضه ومقدساته، وهكذا نرى أن هذا المعنى للشهادة حمل تفسيراً قطعياً موثقاً بالدم.
– ملاحم بطولية خالدة ونهج شهادة قويم..
وأشار العميد الركن الشيخ إلى أننا في الجيش العربي السوري تربينا على نهج القائد المؤسس بأن الشهادة تجسيد للغيرية والوطنية، لأن الشهيد وجد حياته في حياة الآخرين، ورأى وجوده في وجود الآخرين، فالشهادة فعل خارق للبطولة الإنسانية يمارسه الشهيد من خلال وعي كامل وتصميم إرادي واضح، وهذان الفعلان المتميزان: الوعي والإرادة هما اللذان يجعلان الفارق جذرياً بين مفهوم الشهادة وحدث الموت، ففي الوقت الذي يمثل فيه الموت فعل انكفاء فإن الشهادة تختصر الحياة والوجود وتسمو بها إلى أعلى مراتب تصل إلى حياة جديدة هي الخلود، والشهادة هي واحدة من أهم مفاتيح النصر في حياة الشعوب المناضلة وإن هزيمة العدو تبدأ أول ما تبدأ من هذا الفعل الإنساني الباهر.
عظمت قيمة الشهادة وعظم قدر الشهداء وازداد رسوخاً كنهج مقدس يوصل للنصر، حيث تجلى بوضوح في توجيهات السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، فهو فكر ونهج وبوصلة كل الذين آمنوا أن النصر من الله سبحانه يمد به من قدسوا وطنهم، واستعذبوا الفداء دفاعاً عن حياضه وصوناً لقضيته المحقة، فعندما تخوض معارك الحق ضد الباطل العدواني محصناً بعقيدة الانتماء الوطني الوثقى متدرعاً بنيل الهدف النبيل، وتهيئ الأسباب وتختار الطرق المناسبة فستحرز الانتصار الأكيد، ومن هذه البوتقة السامية خرجت قوافل الشهداء الواحدة تلو الأخرى وبدأ الزلزال تحت أقدام الغزاة الذين أدركوا أنهم عاجزون عن رد اندحارهم المحتوم، فالموت وحده هو مصير كل محتل ومعتد وغاز أثيم، ولو كانوا مدججين بالآلة الحربية الحديثة فإنها لن تستطيع أن تؤمن لهم الحماية من مصير التهلكة المحتومة بالاندحار والزوال عن طهر التراب السوري.
وهكذا انقلبت المعادلات في أرض المعركة، ورجحت كفة جيشنا البطل لأنه يملك معنويات عالية وهمماً قوية ودوافع استبسال نوعية للذود عن الأرض في الوقت الذي لايملكها الغزاة والمحتلون والمرتزقة الإرهابيون.
ونوه العميد الركن الشيخ بأن الشهادة التي أرسى دعائمها القائد المؤسس حافظ الأسد ويعمل على تكريسها القائد المفدى السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، باتت كابوساً يرعب الأعداء من المحتلين والغزاة والمتآمرين على السواء، حيث قال سيادته:” نؤكد على أهمية تكريس مبدأ الشهادة في حياة الوطن والمواطن تكريساً صحيحاً من أجل الدفاع عن الوطن والحفاظ عليه”.
– عزائم  لاتلين وهمم عالية لاستكمال المهام الوطنية..
وعن مهمات الإعداد القتالي وشحذ معنويات قواتنا المسلحة وتدريبها لتقوم بالدور المشرف المنوط بها لاستكمال واجبات تحرير ما تبقى محتلاً من جغرافية الوطن وتثبيت ما أنجز من تحرير وانتصارات، أوضح العميد الركن الشيخ أن المستقبل سيكون باهراً بانتصاراته، يليق بعظمة التضحيات والدماء التي روت التراب السوري طالما أن المهمة موكلة للجيش العربي السوري الذي خاض ويخوض معارك العزة بكفاءة نوعية، وبعزيمة لاتلين، وهمم لا تفتر، حتى إحراز النصر الكامل، مشيراً إلى أن مهام التهيئة والإعداد للمقاتلين تتمثل بتربية المقاتلين على روح الإخلاص للوطن والواجب العسكري والإيمان بعدالة القضية الوطنية والاستعداد للتضحية في سبيل الوطن وتدريبهم على الاستخدام المتقن للسلاح وغرس الثقة في نفوسهم بالقدرة على مقارعة العدو وتحقيق النصر.

وشدد العميد الركن الشيخ على أهمية تمثل قيم الشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن وتكريس الاستشهاد كقيمة عليا في المجتمع، وضرورة أساسية لكل كفاح وطني ضد الغزاة المستعمرين وهي القاعدة الأساسية التي لا غنى عنها ولا بديل منها لحماية الوطن وتحرير الأرض المحتلة، مؤكداً أهمية ترسيخ قيم البطولة والواجب والشرف في سبيل الدفاع عن قضايا الأمة العربية في وجه التحديات والأخطار التي تواجهها والدفاع عن القيم العربية الأصيلة، كذلك غرس قيم المجد والفخار في نفوس بواسل جيشنا بالانتصارات التي حققوها من أجل مواصلة السير على هذا الطريق النضالي العظيم، فالقوات المسلحة هي درع الوطن والمدافعة عن أرضنا وحقوقنا، وأن آمال شعبنا العربي معقودة عليها في تحرير الأرض المحتلة، فجيشنا منذ نشأته اختار أن يكون جيش العرب، واختياره لهذا الطريق الصعب لايسلكه إلا الرجال المؤمنون الصابرون القادرون على تحمل الصعاب وبذل التضحيات في سبيل الواجب القومي المقدس.
وختم العميد الركن الشيخ حديثه لـ” الثورة” بقوله:” إننا في هذه المناسبة المباركة نعاهد شهداءنا الأبرار على أن نصون الأمانة المقدسة ونقتدي بسلوكهم ونسير على طريقهم خلف راية السيد الرئيس الفريق بشار الأسد، شعارنا دائما وأبداً الشهادة أو النصر، كما نعاهد شعبنا العظيم على أن نبقى درع الوطن، نجود بدمائنا وأرواحنا في سبيل عزته وكرامته وصون وحدته وسيادته واستقلاله.. وكل عام وقائدنا المفدى وجيشنا الباسل وشعبنا العظيم بألف ألف خير”.

آخر الأخبار
إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية خسائر كبيرة لكييف في خاركوف الأرصاد الجوية الصينية تصدر إنذاراً لمواجهة العواصف الثلجية النيجر تطلب رسمياً من الاتحاد الأوروبي تغيير سفيره لديها جرائم الكيان الإسرائيلي والعدالة الدولية مصادرة ١٠٠٠ دراجة نارية.. والجمارك تنفي تسليم قطع ناقصة للمصالح عليها إعادة هيكلة وصيغ تمويلية جديدة.. لجنة لمتابعة الحلول لتمويل المشروعات متناهية الصِغَر والصغيرة العقاد لـ"الثورة": تحسن في عبور المنتجات السورية عبر معبر نصيب إلى دول الخليج وزير السياحة من اللاذقية: معالجة المشاريع المتعثرة والتوسع بالسياحة الشعبية وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى