الثورة – رفاه الدروبي:
ثمة شعراء رتَّلوا لحن الحياة أمام صراخ الورد، وعزفوا أنغام البطولة فانبثق فجر جديد من بين ربيع أناملهم وضحك النهار.
العبارات الدافئة أسعدت جمهور الحضور الكبير في أمسية نظمتها مجلة البنفسج الورقية العراقية بالتعاون مع المنتدى الثقافي العراقي في دمشق حملت عنوان “البنفسج في رحاب الياسمين الرابع” وتم تكريم الكاتب والصحفي حسن.م.يوسف، والمخرج غزوان بريجان، والفنانين: علي كريم، عدنان عبد الجليل، والتشكيلية الدكتورة كندة معروف، مع كوكبة من شعراء سورية وفلسطين والعراق.
رئيس تحرير مجلة البنفسج العراقية الشاعر والكاتب علي جابر بيَّن أنَّ الكتب المطبوعة في العراق تمَّ توقيعها أثناء أمسية في المنتدى الأدبي العراقي تضمَّنت ثلاثة كتب: “لغة الضاد للكاتبة نبيلة محمود يحيى تتناول شرح قواعد النحو والصرف في اللغة العربية، بينما تناول الكتابان الآخران: ديواني شعر نثري بعنوان همسات على رصيف الانتظار للشاعرة تغريد عارف ابراهيم، والثاني
“عناية غربتي” للشاعرة مها شقرا، لافتاً إلى أنَّ إدارة المجلة تطبع ستة عناوين في كلِّ عام في مطابع بغداد، حيث يتمُّ اختيار مجموعة من المبدعين تشمل كلَّ المجالات على أن تكون الموضوعات لخدمة الإنسانية.
المخرج غزوان بريجان أشار إلى أن أهمية الشعر أو الفن التشكيلي يكمن في التعبير عن رأي الشعوب، ويأتي التكريم خطوة كبيرة لكوكبة من الفنانين والأدباء والشعراء العرب سواء أكانوا من سورية أم العراق، منوِّهاً بأنه عمل مع الفنانين العراقيين بإخراج ثلاثة مسلسلات، واعتبرها تجربة جيدة من خلال مشاركته مع فنانين ومصورين من كلا البلدين، فالمنتدى العراقي يُوطِّد المودة والمحبة ولابدَّ من تكرارها في كلِّ أنحاء الوطن العربي.
فاتحة الأمسية بدأت بعضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين الشاعر رضوان قاسم حيث ألقى قصيدتين شعريتين عنوان الأولى “ضد الشعر” أنشد فيها:
عذراً مني، عذراً منكم
إن كنت أنا أخدعكم
أيضاً أخدعني معكم
فالشاعر في كل الأوقات
لا يملك إلا الكلمات
تتشابه قافية الشاعر
مع قبعة الساحر
والفارق دوماً في الأدوات
في زمنٍ تلهو فيه المأساة
ثم تلا الشاعر ابراهيم منصور قصيدة عنوانها:”إلى جنة عرضها مقلتاي” غنَّى فيها
يدلُّ عليكِ.. كسوف الصبايا
كأنك شمسي.. وهنَّ مرايا؟
أراك بهنّ وأعشقهنَّ
وأتركهن.. لأمل سواي؟
أنخلُ كثرتهن بقلبي
لأفرد واحدةً في هواي
بدورها الشاعرة رود مرزوق أنشدت قصيدة بعنوان “عرس الشهيد” :
عرس الشهيد أتى الأحباب كلهم
هذا حضور به كم تفخر الأمم
وجه الشجاعة والأبرار صيحته
أنوار هيبة بالعز ترتسم
الله أكبر ناداها مدوية
ماكان في قلبه خوفٌ ولا ندمُ
وفي قصيدته الغزلية الحاملة عنوان: “سيد العشاق” غنَّى:
إن كان حبك في فؤادي يسهب
ياليت حبي في فؤادك مذهب
الوجد يُحي في الفؤاد محبة
نبض يحار بكل حرف يكتب
من جهته الشاعر عامر العراقي أنشد قصيدة عنوانها: “نهر الأسى”:
تركتُها أُسرةَ العشاق قاحلة
وصرتُ مثوى صحارٍ دون تشبيه
أذوبُ كالشمع في ظلمات ليلتك
وأبدو كالطفل في حضنٍ يؤاويه
فلا تبالي وقولي جُنَّ بكِ
وراح يكتب عما بات يُرضيه
من جانبه الشاعر صالح الكندي غرَّد بقصيدتين. الأولى “بغداد عذراً” أنشد فيها:
يا أرض بغداد إليك حبيبتي
هذا لئنَّ شموخكِ يعنيني
فأنتِ عاصمة الهداية والتقى
وأنتِ أنتِ صبابتي وحنيني
وأنتِ مَنْ قال الأديب بحقها
نهران من درٍّ وطيب الطين
والقصيدة الثانية بعنوان: “سوريتي”:
هذا أنا سوريتي بدمي
روحي لأنها توءمي
هذا أخي يابن عروبتنا
ماجئت راجياً رجا طلبي
العشق يجري في عروق دمي
في غربتي حبٌّ لشامكم
شهادتي من روح معتصم
بيارق تزهو على أفق
وشمسها نور على القمم
الكاتبة والشاعرة السورية نوار الشاطر ألقت قصيدة عنوانها: “سقط نقابها الأبيض”:
اليوم
بصرنا حديد
لكن؟
الأيادي جدّ قصيرة
القدس
سنابل الدموع
ضفائر الشمس
في رماد الحلم
دائمة البتولة
وفي نهاية المطاف ألقت آيات جوبان بعضاً من قصائدها الجميلة، كما عزف المايسترو عدنان الحايك على أوتار كمانه معزوفات موسيقية لفيروز وكوكب الشرق أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ ومطربة الأجيال ميادة الحناوي.