الثورة – تقرير أسماء الفريح:
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلاده والصين تتطور بوتائر سريعة وتظهر صموداً أمام التحديات الخارجية والأزمات.
وفي تصريح لوكالة “شينخوا” الصينية، نشر نصه على موقع الكرملين اليوم قال بوتين: “حقق بلدانا منذ فترة طويلة خيارهما المدروس لصالح علاقات اقتصادية متكافئة ومتبادلة المنفعة”.
وأضاف أن “هذه النتائج، وخصوصاً على خلفية التقلبات العالمية والمشاكل الاقتصادية في الغرب، تؤكد مرة أخرى أن النهج السيادي الذي اخترناه، والتقيد بالمصالح الوطنية نهج صائب من الناحية الاستراتيجية”.
وذكر الرئيس الروسي بمضاعفة التبادل التجاري بينهما في السنوات الخمس الأخيرة، ليزداد من 111 مليار دولار إلى 227.8 مليار، وتحويل 90 بالمئة من التعاملات التجارية الثنائية إلى العملتين الوطنيتين.
وأشار بوتين أن روسيا وشركاءها غير راضين عن الوضع في العالم وقال إن “الأرض هي مهد البشرية، وطننا المشترك، ونحن جميعاً مواطنون متساوون” مبيناً أنه بالرغم من أن هذا الرأي يشاركه معظم الناس على هذا الكوكب “لكن الدول التي تدعي أنها من بين ما يسمى بالمليار الذهبي لا يبدو أنها تعتقد ذلك”.
وأضاف أن “النخب الغربية ترفض احترام الحضارة والتنوع الثقافي، وترفض القيم التقليدية التي شكلتها قرون”.
وتابع: “في محاولتهم للحفاظ على هيمنتهم العالمية، أعطوا لأنفسهم الحق في إخبار الشعوب الأخرى بمن يمكنهم ومن لا يمكنهم التعاون معهم.. إنهم يحرمونهم من الحق في اختيار نماذج التنمية الخاصة بهم ولا تؤخذ مصالحهم السيادية بعين الاعتبار وهي تسعى، كما في الماضي، إلى ضمان رفاهها على حساب الدول الأخرى واللجوء إلى الأساليب الاستعمارية الجديدة” مشدداً على أن هذا الوضع لا يناسب روسيا أو شركاءها.
وقال إن الغرب يحاول “معاقبة” روسيا وعزلها وإضعافها وتزويد سلطات كييف بالمال والأسلحة حيث فرضوا ما يقرب من 16 ألفاً من العقوبات غير المشروعة أحادية الجانب ضد موسكو ويهددون بتقطيع أوصال البلاد ويستولون بشكل غير قانوني على الأصول الأجنبية الروسية ويغضون الطرف عن إحياء النازية وعن قيام أوكرانيا بأعمال إرهابية على الأراضي الروسية.
وأعرب الرئيس الروسي عن تقييم بلاده الإيجابي للخطة الصينية حول تسوية النزاع في أوكرانيا والتي تقدمت بها بكين عام 2023 وقال إنها “تدل على السعي الصادق لأصدقائنا الصينيين إلى المساهمة في استقرار الوضع”.
كما أشاد بالمبادئ الأربعة الإضافية التي تقدم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ مؤخراً.
وقال بوتين إن “الخطوات الواقعية والبناءة التي اقترحتها بكين لتحقيق السلام عبر التخلي عن المصالح الضيقة وزيادة حدة التوتر، وتقليص التأثير السلبي للنزاع على الاقتصاد العالمي واستقرار سلاسل التوريدات الصناعية العالمية تطور الأفكار حول ضرورة تجاوز عقلية الحرب الباردة ومبدأ الأمن غير القابل للتجزئة ومراعاة أعراف القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة بشكل كامل”.
وأضاف: “ولذلك يمكن أن تشكل أساساً للعملية السياسية والدبلوماسية التي من شأنها أن تأخذ بعين الاعتبار قلق روسيا في مجال الأمن وتساعد في إحلال السلام الثابت وطويل الأمد”.
وأعرب بوتين عن أسفه “لعدم تأييد أوكرانيا ورعاتها الغربيين لتلك المبادرات”، مبيناً أنهم “غير مستعدين للحوار المتكافئ والنزيه والمفتوح، المبني على الاحترام المتبادل ومراعاة البعض مصالح البعض الآخر”.
كما حمَّل الدول الغربية وسياساتها المسؤولية عن زعزعة الاستقرار في العالم في الوقت الراهن.
وأعلن الكرملين أمس أن الرئيس الروسي سيزور الصين يومي ال 16 وال17 من أيار الجاري بدعوة من نظيره الصيني وسيبحثان قضايا الشراكة الشاملة والتعاون الثنائي الاستراتيجي والقضايا الدولية والإقليمية وسيوقعان بياناً مشتركاً وعدداً من الاتفاقات الثنائية.
كما سيشاركان في احتفالات الذكرى الـ75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين موسكو وبكين، وسيأذنان بإطلاق عامي الثقافة الروسية والصينية في البلدين.
