يمر نادي برشلونة الإسباني، صاحب الجماهيرية الكبيرة والكرة الجميلة، بفترة انتقالية عصيبة، تحتاج للصبر والوقت وحسن التخطيط، عشاق البلوغرانا الكثر، لاسيما في الوطن العربي، عانوا ما عانوه هذا الموسم، بعد خروج البرشا بموسم صفري، قلّ نظيره في القرن الحادي والعشرين، هذا القرن الذي شهد شروق شمس كاتالونيا عالمياً، وذلك يعود لسطوع نجوم كبار ساهموا بشعبية جارفة للفريق الكتالوني، لكل من بدأ متابعة الكرة مع بداية الألفية الثانية، حيث قبلها كان البرشا متميزاً ومنافساً محلياً لا أوروبياً.
تاريخ برشلونة الحديث صنعه جيل رونالدينيو وديكو وإيتو وهنري، ثم جاء الجيل التاريخي الذي سيطر على الكرة العالمية، فكان الأفضل ليس في تاريخ الكرة الإسبانية بل أيضاً العالمية بوجود ميسي( أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم ) إلى جانب إنييستا وتشافي وبويول وبيكيه وداني آلفيس، ثم سواريز ونيمار وتيرشتيغن رفقة ميسي أيضاً.
من الغلو وعدم الوعي الكروي أن يكون عاشق البرشا غير متفهمٍ أن تعويض هذه الأجيال ولاسيما ليونيل ميسي سيكون بهذه السرعة والسهولة، لاسيما بعد فوز البلوغرانا بلقب الليغا في الموسم الماضي، برشلونة بالتأكيد سيعود قوياً، إذ ان التخطيط السليم القائم على الاعتماد على اللاماسيا والمواهب الصاعدة، حتى المستقطبة من أندية أخرى، هو المفتاح، بيدري وجافي ولامين يامال وكوبارسي وفيرمين لوبيز، قادرون على المحافظة على الإرث العظيم، لكنهم بحاجة للصبر والوقت وحسن التخطيط، بالإضافة لاصطياد واكتشاف بعض المواهب القادمة من أميركا اللاتينية، كي يعود الفريق للسكة الصحيحة.
الأمر بالتأكيد لن يكون سهلاً لاسيما أن الغريم التاريخي ريال مدريد في أحسن أحواله، ويبدو أنه في طريقة للسيطرة على الكرة الإسبانية، لاسيما مع قدوم مبابي المتوقع، ليشكل قوة ضاربة مع باقي نجوم الميرنغي.
المطلوب من عشاق الكرة الكتالونية الجميلة الصبر وتفهم الواقع الجديد، المتمثل بإعادة بناء جيل جديد قادر على إعادة التوهج لبرشلونة الآتي بلاشك، فالكبار يمرضون لكنهم قادرون على النهوض والعودة.
