الثورة – ديب علي حسن:
كثرت في العقد الأخير السهام التي توجه إلى الإعلام السوري من الداخل والخارج، بعضها سم زعاف لا يترك مثلبة إلا ويضعها في هذا الإعلام، وكأن الخارج الذي شن حرباً ظالمة وعدوانية علينا، يريد لنا أن نكون في أحسن الأحوال، ولاسيما في مجال الإعلام وهو الذي يضخ آلاف الأكاذيب يومياً وقد تعرى في كل شيء..
ظهرت حقيقته في الحرب على سورية والآن على فلسطين كل فلسطين، ومن الخطأ أن نقول غزة فقط لأننا إذا ما قلنا ذلك كأننا نقول إن الكيان الصهيوني لا يستهدف إلا من.. بينما هو يستهدف الشجر والحجر وكل شيء.
في مؤسسات التضليل الغربي لا يعترفون إلا بالخبر الذي يصدر من قبلهم ويحمل رسالتهم وبالتالي عندهم كل إعلام كاذب إلا إعلامهم.
كل إعلام مقيد حسب رؤيتهم إلا هم وعليك أن تدور في فلكهم حتى تنال بعض الاستحسان على حساب كرامتك ووطنك وهويتك.. ومن المؤسف أن البعض ممن عملوا في الإعلام السوري ركبوا هذه الموجة وطفت على السطح بقوة ظاهرة الحديث عن الإعلام السوري بنقد جارح ليس منطقياً ولا حقيقياً أبداً.
ما من عاقل يرفض النقد الموضوعي البناء ولكن ليس إلى مرحلة نسف كل ما قدمه هذا الإعلام.
تذكروا أن حاله من حال الوطن له ماله وعليه ما عليه.. في الحرب العدوانية على سورية استطاع إعلامنا أن يعري ويفضح إمبراطوريات إعلامية كبرى، وأن يكون في أعلى درجات المسؤولية، وهذا ما جعل دائرة الاستهداف تزداد وتطور وسائل هجومها التي استطاعت ويا للأسف أن تصل وتجد مكانا عند البعض.
لسنا كما نتوق ونتمنى، لكننا لسنا بهذا السوء قياساً بما يجري حولنا، أن يتحول بعض الإعلاميين إلى رماة ماهرين لسهام مسمومة عن قصد أو من دون قصد، فهذا يجب الوقوف عنده ولاسيما أن بعضهم لم يقدم عبر تاريخه المهني ما يذكر.
فقط يركب موجة النقد هذه ظنا منه أن يقدم جواز سفر يتيح له أن يكون نجماً على المواقع، وإذا ما أسأنا الظن أن يقفز إلى حيث يظن أنه مرحب به وتظهر عبقريته.
منذ سبعة أعوام كنت شاهدا على جنون إعلامي سوري من الدرجة شبه الأخيرة.. سافر إلى دولة عربية لفترة قصيرة.. جاء من لعب بعقله وأقنعه أنه قامة إعلامية كبيرة وزين له أن يكتب ضد سورية، فعل ذلك وكتب ثلاثة مقالات.. طلبوا منه أن يعلن أنه ترك الإعلام السوري لأنه يفتقد الحرية ووظيفته عندهم جاهزة.
نصحته أن الأمر فخ لك سوف يرمونك في أقرب مقلب قمامة بعد فترة، لكنه لم يقتنع صدق إغراءاتهم وبعد أقل من ثلاثة أشهر كان ليس في أقرب حاوية عندهم بل فيما هو أسوأ.
لست محامياُ عن الإعلام السوري ولكني على يقين انه ليس بما يصفون.. هل تصدقون أن بعض هؤلاء يستخدم كل ما تقدمه مؤسسات الإعلام من خدمات ويأخذ راتبه ولم يقدم من سنوات مادة واحدة، ولكنه يثرثر أن الإعلام السوري ضعيف ولا يتابع.. والغريب أنه متمسك بالبقاء يريد كل شيء ويركب موجة رمي السهام.