الثورة – آنا عزيز الخضر:
حمل المسرح رسالته المقدسة، مهما تنوعت أساليبه ومدارسه، ومهمته الأولى والأخيرة بلورة المقولة الإنسانية، وخدمة السمو الإنساني، فكان عرض “ابتسامة في عيون ضائعة” ضمن نفس المساحة، وقد قدمتها فرقة المسرح الإرشادي الزراعي من تأليف وإخراج الدكتور مازن نظام وهو مدير الفرقة، تناول العرض خطورة انتشار آفة المخدرات وتبعاتها بين صفوف الشباب، وأثرها السلبي الكبير على حياتهم وعلاقاتهم ومستقبلهم، فهي تجسد دماراً لهم.
العرض له طابع خاص ينتمي لمسرح الكوميديا، رغم أن فكرته تحمل بعض الأحزان والسوداوية، وتدور في سياق التوعية والإرشاد، وقد حمل رسالة فيها العمق والمسؤولية تجاه شريحة الشباب ،حيث حذر بشدة ونبه عن مخاطر التعاطي، وضرورة مواجهة تلك الآفة بالوعي والانتباه لشكل العلاقات، ولكل من يروج لها من رفاق السوء وعديمي الضمير.
حول العرض والأسلوب والمقولة تحدث الدكتور نظام قائلاً: العرض قدمته الفرقة التابعة لمديرية الإرشاد الزراعي في وزارة الزراعة، يأتي ضمن أسلوب جمع بين الكوميديا والتوعية والإرشاد لخلق التأثير الحقيقي على الجمهور، وبلورة وجهة نظر متكاملة حول تأثير هذه الآفة، والتوعية لمواجهتها في كل الاتجاهات، محذرة جيل الشباب بمخاطر الإدمان على المخدرات.
يتحدث العرض عن قصة الطالب الشاب، الذي كان مجداً في دراسته ومحبوباً، حتى التقى بشاب من رفاق السوء ، فأخذ يخبره عن تجريب المخدرات وما تحققه له من راحة وغير ذلك من طرق الإقناع، حتى وقع الشاب المجد في حالة من الإدمان، وأصبح يرتكب الموبقات وحتى الجريمة من أحل تأمين ثمن المخدرات، في نهاية العرض ينتبه لنفسه ويرى سقوطه المريع، فيحاول إنقاذ نفسه ،وهو على مشارف الهاوية.
ﻻبد من الذكر أنني حاولت توظيف مسرح العبث في المشهد الختامي كشكل فني، يرمي إلى التجديد، وقد سعيت دوما لاستحضاره خلال عروض الفرقة، حتى تكون متجددة دوما تجذب جمهورها.. خصوصاً أن فرقة المسرح الزراعي الجوال تأسست بهدف تقديم عروض إرشادية وتوعوية في مختلف المحافظات، ولا بد من القول إن العرض سيمر على جميع المحافظات السورية لعرضه، كما هو مأمول في خطة عمل الفرقة.