الثورة – رشا سلوم:
لم يكن الوقوف على الأطلال في الشعر الجاهلي عابراً أو حالة فنية وكفى، بل هو شعور إنساني بقيمة المسكن والديار مهما كان شكلها ونوعها، وكانت أولاً من الحجارة والطين وقد بدأت عند أماكن الاستقرار الأولى قرب الأنهار..
الباحث أحمد الحسين- من خلال مجلة التراث يقف عند أنماط المساكن في الجزيرة السورية ويقدم قراءة جمالية وإنسانية فيها .
مسميات المساكن
تختلف تسميات البيوت والمنزل بحسب مادة بنائها وظيفتها الاجتماعية وغاية استعمالها وطريقة بناء سقفها وعلى هذا الأساس قسمت في مدلولات التقافة الريفية إلى ما يلي: دور ذات سقوف مستوية السطح كالدواوين والمضافات وسكن العوائل، وبعض منها يكون محدب السطح للوقاية من مياه الأمطار، وهذه تكون لأغراض السكن والمعيشة والخدمات أحياناً.
دور ذات سطوح منحدرة والجانبين، كالكوادين والدرباسيات التي تعتمد في وسطها على جسر حامل وتستخدم لأغراض الخدمة والمنافع العامة والسكن ولاسيما لدى الأسر متوسطة الحال والفقيرة.
دور ذات سقوف مقببة، تجمع بين أغراض السكن والخدمات.
ويضم الحوش مجموعة مكونات الوحدة السكنية وهو حصن صغير وسور يبنى من اللبن والحجر وله مدخل رئيس يكون ارتفاعه ٢- ٣ أمتار تقريباً تنتظم فيه غرف البناء في نسق أفقي متصل، وتمتد أحياناً فتشكل صندوقاً مغلقاً، وأحياناً يكون مغلقاً من ضلع طولاني وآخر عرضاني، ويسمون هذا الطراز من البناء (يد ورجل) على هيئة حرف اللام أو الرقم ٦، ومنها ما يكون تصميمه مكوناً من غرفتين وصالون ثلاثي الجدران يكون بهواً وموزعاً يصل بين الغرف وفناء الحوش.
والواقع أنه ليس للعمارة الريفية نمط واحد وطراز محدد، إذ قد تكون الغرف مستقلة الواحدة عن الأخرى أو تكون الغرف متصلة بعضها ببعض عب أبواب داخلية او جانبية.
ويطلق على الغرفة الكبيرة ضمن الحوش اسم (مضافة أو ربعة أو روضة) وتكون في رأس نسق الغرف وتتخذ لاستقبال الضيوف ومجلس الرجال وبها ينام العازبون من أبناء البيت والضيوف الوافدون.
وتلتصق بالربعة غرف العوائل، إذ تخصص غرفة لكل عائلة او اكثر وفيها تعيش الأسر وتضع أثاثها وفرشها وبها تنام وتأكل إلى حين تستقل في حياتها عن العائلة الكبيرة وتخرج من الحوش وتبني لها بيتا مستقلا.
ويلي غرف العوائل دور الخدمة، وهذه تدعى كوادين واحدتها كادينة ودرابيس ودرباسيات واحدتها درباسية وتختلف عن الرباع ودور العائلة بأن جدرانها أخفض منها، وأن سقفها غير مستو، ويتكون من نصفين ينحدران من الجانبين إلى الاسفل ويحمل السقف فيها على جائز من خشب غليظ يستند في الوسط إلى دعامة من ،لبن أو إلى جائز آخر لتوازن حمل ثقل السقف يسمى (الشبة).
بالرغم من أهمية الحوش في حياة الأسر الريفية، فإن بعض البيوت تبنى دون سور فتكون مكشوفة أمام الآخرين ويعود ذلك لأسباب اقتصادية بالدرجة الأولى فالمألوف أن تكون للبيوت أحواش يعدونها ستراً يحجب أهل البيت وما يجري في فنائه، ويحجب عيون الآخرين وحماية من اللصوص والذئب وسواهم.