عندما تصبح حصة كرتنا في المسابقات الآسيوية نصف مقعد وفي المسابقة الأدنى من مسابقات الاتحاد الآسيوي، فليس هناك إلا معنى واحد ألا وهو ضعف الدوري والكأس في مسابقاتنا المحلية، وضعف أنديتنا التي فقدت الكثير من هيبتها في السنوات العشر الأخيرة، فلم تعد قوية قادرة على المنافسة والوصول إلى أبعد مدى في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي التي كانت تشارك فيها.
هذا التراجع المخيف والخطير لأنديتنا يتحمل مسؤوليته الاتحاد الرياضي العام أولاً لأنه لم يساعد على تحقيق الاستقرار في الأندية، فالتغيير في مجالس الإدارات دائم وعدة مرات، هذا بعد انتخاب مجالس الإدارات، علماً أن هذه الانتخابات حولها الكثير من الملاحظات، إذ غالباً ما يرافقها مشاكل وخلافات بين أبناء النادي الواحد، وكثيراً ما تفرز إدارات غير مقنعة.
وفي ظل هذه الحال كيف يمكن للنادي وفرقه أن يتطور ويكون قوياً محلياً على الأقل وإدارات الأندية غير مستقرة وغير منسجمة أيضاً؟
ومن جهة أخرى فإن تراجع الدوري والمسابقات الأخرى وضعف الأندية يتحمل مسؤوليته اتحاد اللعبة وخاصة في السنوات الأخيرة، فالاتحادات المتعاقبة لم تسع إلى تطوير الدوري ومتابعة الملاعب التي لا تصلح لكرة القدم، فالدوري تقليدي يقام رفع عتب، والملاعب لا تساعد أبداً على العطاء والأداء الجيد.
وزاد الطين بلة التوجه الكبير والكامل لدى اتحاد الكرة وتحديداً بعض الأعضاء إلى جعل المنتخبات معتمدة على اللاعبين المغتربين بحجة خبرتهم الأكبر، وذلك لتحقيق نتائج جيدة وبسرعة تحفظ لهم ماء وجههم، ونسي أصحاب هذا التوجه أن هذا الأمر أفقد لاعبي الأندية المحلية الحماسة والحافز وهم يرون أنه لا فرصة لهم باللعب للمنتخب، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نسي أعضاء الاتحاد أن نجاحهم لا يرتبط بالمنتخبات ونتائجها فقط، بل أيضاً بتطوير المسابقات المحلية وجعلها تقدم فرقاً قوية قادرة على المنافسة خارجياً.
وهنا نعود إلى ما بدأناه في هذه الزاوية وهو أن الدوري ضعيف وفرقنا ضعيفة وإن فازت بالدوري أو الكأس، والدليل تصنيفها ووضعها في أدنى المسابقات الآسيوية وبنصف مقعد فقط، أي عليها خوض دور تمهيدي قد تخرج منه أيضاً!.