هنا على هذه الأرض ثمة إنجازات تتحقق على المستوى الثقافي، قد ننجح مرات وقد نخفق ولكن في المحصلة ثمة من يحاول ويثابر في سبيل المشهد الثقافي الذي لم يتوقف حتى في أصعب سني الحرب وأحلكها.
من يتابع المشهد الثقافي هذه الأيام يجد أن هناك الكثير من الفعاليات والنشاطات المهمة التي تركت أثراً جميلاً لدى الجمهور .. فسورية لم تخل يومًا من عقول نيّرة تضيء كل مكان تحل فيه، فتميز شبان وشابات سوريون عبر السنين بإبداعات تحدث الكثيرون عنها.
ربما الحدثان الأميز خلال هذا الشهر هما مهرجان المسرح الجامعي ومعرض الكتاب فقد استطاع القائمون على هاتين الفعاليتين تقديم كل ما يستطيعوا من إبداع وقدرات.
في الأمس القريب اختتم مهرجان المسرح الجامعي فعالياته التي رسمت على مسارح المحافظات مشهدًا مليئاً بالإبداع والأفكار والآراء والقدرات الفنية لشباب طموح يسعى إلى الحفاظ على هذه الخشبة وعلى تاريخ هذا المهرجان الذي كنا ومازلنا نعتبره الأهم فهو حالة ثقافية وتربوية واجتماعية وفنية مهمة.
هؤلاء الشباب أثبتوا أنهم يمتلكون نظرة مشرقة نحو المستقبل، ولديهم الشغف لرسم طريق معبّد بالإبداع والتفوق، والسعي نحو مجتمع يتطلعون إلى أن يحمل أحلامهم الكبيرة.
في نفس الوقت جاء معرض الكتاب الذي استمرت فعالياته لمدة شهر كامل، وضمّ كتباً وقصصاً وروايات ومجموعات شعرية وكتباً فلسفية وتاريخية مهمة في مضمونها ومحتواها الفكري والعلمي والجمالي.
هذا المعرض استطاع أن يفتح الأبواب نحو عالم التعددية الثقافية والفكرية، وأن يجد لنفسه مكانة ثقافية مرموقة لدى السوريين الذين باتوا ينتظرونه بشغف.
اليوم وكل يوم نؤكد أن مركب الثقافة سيبقى سائراً وإن ضللنا الطريق لبعض الوقت، لكن خيارنا الوحيد وإيماننا هو أن نقاوم ونحارب بشراسة في هذه الحياة، وأن نكافح، فبلا شك لدينا طاقات هائلة وإنجازات زادتنا فخراً وقوة وإيماناً أكبر بالعمل والعطاء، فالغد لنا، ونحن من يرسم المستقبل.