الثورة – منهل إبراهيم:
استهلك جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من طاقته، بين العمليات في غزة وفي الشمال وفي الضفة الغربية، وفقد العديد من ضباطه وجنوده قتلى وجرحى ما بات يُشكّل ضغطاً على قدراته، وذلك بحسب معلومات أدلى بها خبير في شؤون الاحتلال الإسرائيلي والأراضي الفلسطينية في مجموعة الأزمات الدولية.
وأوضح الخبير في عدد من التصريحات الإعلامية، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، يُعتبر أحد أفضل الجيوش تمويلاً في العالم، غير أنه يعتمد على جنود الاحتياط في جزء كبير من قوته القتالية.
واستدعى الاحتلال الإسرائيلي، خلال الأيام الأولى من الحرب، جُل جنود الاحتياط البالغ عددهم 465 ألف جندي، فيما عاد العديد من جنود الاحتياط إلى منازلهم ووظائفهم وعائلاتهم، غير أنه سرعان ما دعتهم “إسرائيل” للانتشار مرة أخرى، حيث إنهم “يقاتلون الآن في عدة ألوية احتياطية في رفح جنوب غزة، كما أنهم شاركوا في العملية الأخيرة في جباليا، شمال القطاع”.
وفي السياق نفسه، قال صاحب حساب Gaza War Unit Tracker، على منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، وهو الذي يتتبع الحرب على غزة، أنه “تم نشر نحو 10 آلاف منهم في قطاع غزة ومحيطه، و2500 في المناطق الحدودية الشمالية و2500 في الضفة الغربية”.
وأضاف صاحب الحساب، دون الكشف عن هويّته، أن “هناك 26 ألفاً من جنود الاحتياط لديهم حالياً مهام قتالية، ومعظمهم منتشرون في الضفة الغربية”، وذلك في الوقت الذي امتنع فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق على عدد قواته.
إلى ذلك، تجنّب جيش الاحتلال الإسرائيلي، احتلال مساحات شاسعة من الأراضي لصالح السيطرة على مناطق استراتيجية، مثل ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر، غير أن محللين يؤكدون أن “استراتيجية الاحتلال قد فشلت”.
وكشف عدد من التقارير، أن ازدياد الغضب الإسرائيلي من فشل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في إعادة الأسرى المحتجزين لدى المقاومة في غزة، أو الإعلان عن خطة لغزة ما بعد الحرب، فإن إقناع جنود الاحتياط بالخدمة مرّات عدة قد يصبح احتمالاً صعباً.
في هذه الأثناء أظهرت معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إصابة 17 جندياً بينهم 4 في قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
ووفق المعطيات، ارتفع عدد الجنود الجرحى منذ بداية الحرب على غزة، في 7 تشرين الأول الماضي، إلى 3 آلاف و720 مقارنة بـ3 آلاف و703 أمس الاثنين.
وأصيب 4 جنود منهم في المعارك البرية المتواصلة بغزة منذ 27 تشرين أول الماضي.
فحسب المعطيات، ارتفع عدد جنود الاحتلال الجرحى في المعارك البرية إلى ألف و882 الثلاثاء، مقارنة بألف و878 أمس الاثنين.
وبينما لم يحدد جيش الاحتلال موقع إصابة الجنود الـ13 الآخرين، قال إعلام صهيوني إن 7 جنود أُصيبوا في حرائق شمالي فلسطين المحتلة أشعلها سقوط صواريخ ومسيّرات أطلقتها المقاومة اللبنانية.
وقُتل 644 ضابطاً وجندياً صهيونياً منذ بداية الحرب على غزة، بينهم 293 في المعارك البرية بغزة، وفق معطيات جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يواجه اتهامات محلية بإخفاء حصيلة أكبر لقتلاه وجرحاه.
بينما خلفت الحرب الإسرائيلية على غزة أكثر من 119 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.