فاتن دعبول:
يظن الكثيرون أن مشاعر الفرح قد غادرتهم إلى غير رجعة، وأن الحزن قد استوطن قلوبهم المتعبة في ظلّ ظروف يمكن وصفها بالضاغطة حد القسوة، حتى أنهم استسلموا له صاغرين لا حول لهم ولا أمل.
ولكن هل يمكن أن نغض الطرف عن أشياء تصنع السعادة وتدخل البهجة والفرح إلى حياتنا، لنقف فقط عند النصف الفارغ من الكأس، ونترك لليأس والبؤس أن يتسلل إلى قلوبنا، يقبع فيها ويترعرع في جنبات أرواحنا وينعكس شقاءً على أنفسنا ومن حولنا، فتصبح الحياة أشد ألماً؟
لن نبحر في عالم الأوهام والمثاليات والأقوال المأثورة التي تتحدث عن الفرح وأهميته للنهوض من كبوات الزمن، ولكن من حق أنفسنا علينا أن نمنحها فرصة البحث عن لحظات للسعادة والفرح، ربما نجدها في بسمة طفل أو في كلمة طيبة أو في لقاء صديق وربما في “لمة عائلة” على موائد المرح والذكريات السعيدة، نسعى لذلك بقلوب مؤمنة بأن الحياة قد تفقدنا الكثير من محطات الفرح، ولكنها لا شك تمنحنا فرحاً آخر وبصور شتى، وعلينا اقتناص اللحظة لأنها زاد يساعدنا على تجاوز المحن.
وربما العيد هو فرصة رائعة للبدء من جديد بتخطي عاديات الزمن، ورسم صورة مشرقة للقادم من الأيام، بإيمان ويقين بأن الحياة ستجود بالوافر من الخير.
والعيد في طقوسه يمنحنا الفرح أيضاً، في لقاء الأهل والأصدقاء بأجواء يسودها التسامح والسمو عن الصغائر، والارتقاء بالمشاعر النبيلة.
ولا يختلف اثنان بأن الفرح هو وقبل كل شيء صناعة وقرار، نسعى إليه بقلب زاخر بالمحبة والسلام الداخلي، وأيد مبسوطة للخير والعطاء.
فشعب استطاع أن يرسم للعالم نموذج حياة ورايات نصر خفاقة، يليق به الفرح والسعادة وأكاليل غار تتوج هاماته
كل عام والفرح لقلوبكم الدافئة.
