مُماهاة

الملحق الثقافي- عبد الكريم الناعم:
أحْتَسي الآنَ في شُرْفةٍ للمساءِ
بقايا ارْتشافِ الصّباحِ
شَذى قهوةٍ بالحليبْ
رَشْفةٌ،
« أيُّ شيءٍ يكونُ إذا ما الْتَقيْنا ؟!!
الْهواءُ نَدى بَسْمةٍ باتّساعِ البراري،
الأصابعُ تَصْدى بما في الثُّمالات
من حانِياتِ الجِرارِ،
الطّيورُ،
وقدْ أَوْغَلَتْ،
في المساءِ
تؤوبْ…»
رَشْفةٌ
« نَفْحةٌ
صَنْدَلٌ من بخورٍ يطوفُ بنا
فارِداً مِن زَرابي الظّهيرةِ ما يُطْلِقُ
(البَدْوَ) مِن نَقْشةٍ في البساطِ
إلى الاحْتفاءِ بِسَرْبِ ظِباءٍ
يجيءُ حَيِيّاً ،
أقُومُ إلى القهوةِ ،
الطّعْمُ طَعْمُ المَضاربِ تَرْقى
إلى أنْ تكونَ ظِباءً ،
يُطلُّ على الجُرْفِ ( ريمٌ) لهُ
شامتانِ
على الأُقحوانِ ،
أكادُ أقومُ إليهِ
لكيلا يظلّ وحيداً ،
تقولُ على خَشْيةٍ مِن ثُغاءِ
الأناملِ سَكْرى:
« إلى كمْ تَظلُّ تُغادِرُني
كلّما رَاوَدَتْكَ السُّهوبْ «؟!!
رَشْفةٌ
« ياإلهي
أنا مَن تَدَلَّهَ بالانتظارِ الحنونِ ،
وحينَ أَتَتْ
كِدْتُ أُنْشَرُ في قُطْبةٍ مِن صهيلِ
البِساطِ ،/
يَدٌ مِن فُصولِ الجنى
أَهْرَقتِ الصُّبْحَ
فارْتَجَفَ ( الرّيمُ) في ذُرْوَةِ الجُرْفِ
مِن أعالي مَراقيهِ ،
( قُبُّرَةٌ ) غادرَتْ لَوْحةً في الجدارِ ،
على يَقْظةٍ في البخورِ تَراءى لهُ
خطُّ شيخٍ عتيقٍ
يُعَلِّمُهُ الخَطَّ من لَوْحةِ جاءَ فيها :
« المّجاهيلُ بنْتُ الغيوبِ
المَواقيتُ بنتُ القُلوبْ «
رَشْفةٌ
في الظّهيرةِ كانتْ هنا
كلُّ شيءٍ على شُرْفةٍ
في الأقاصي ،
البخورُ ،
البِساطُ بما فيه مِن نَكْهةِ ( البَدْوِ) ،
أعالي السَّريرةِ ،
بَوْحٌ كما لوْ تَهَيَّأَ سِرْبُ كراكي
إلى رحلةٍ في البياضِ ،
وَزَنْبَقةٌ أَفْرَدَتْ نفسَها قُبْلةً
في العبيرِ ،
كما لوْ عَرَفْتَ افْتِتاحَ البَداءاتِ
خَجْلى
تُرى
يُطْرِقُ الظُّهرُ مِن رِعْشَةٍ
في الأذانِ ؟!! ،
لِمَنْ كلُّ هذي المَباهجِ
في رَشْفَتيْنِ ؟!!
يَدي لا تُغادِرُ أشواقها ،
رِشْفةٌ
فجأةً
من خِلالِ البخورِ
وعبرَ سُلاميّةٍ فارقتْ خوْفَها
ثَمّةَ الغيمُ يأتي شفيفاً
كأنّ القناديلً تَصْبو إلى
موْعدٍ في الضّبابِ الشّفيفِ
الحَنونِ ، تماهى الزّمانُ بيقظةِ نَسْجِ
المكانِ ، السّناجبُ في عُرْسها ،
في البِساطِ اشْتِباكُ الأزاهيرِ باللّونِ ،
ثمَّ خُيوطٌ تعودُ إلى النّولِ
في لحظةٍ مِن تماهي الصّباحِ
بِفَجْرِ الغُروبْ .. رَشْفةٌ
يامُقَلِّبَ هذي القلوبْ
خلِّ قلبي
على بابها…..

العدد 1195 –2 -7-2024        

آخر الأخبار
ثلاث منظومات طاقة لآبار مياه الشرب بريف حماة الجنوبي الفن التشكيلي يعيد "روح المكان" لحمص بعد التحرير دراسة هندسية لترميم وتأهيل المواقع الأثرية بحمص الاقتصاد الإسلامي المعاصر في ندوة بدرعا سوريا توقّع اتفاقية استراتيجية مع "موانئ دبي العالمية" لتطوير ميناء طرطوس "صندوق الخدمة".. مبادرة محلية تعيد الحياة إلى المدن المتضررة شمال سوريا معرض الصناعات التجميلية.. إقبال وتسويق مباشر للمنتج السوري تحسين الواقع البيئي في جرمانا لكل طالب حقه الكامل.. التربية تناقش مع موجهيها آلية تصحيح الثانوية تعزيز الإصلاحات المالية.. خطوة نحو مواجهة أزمة السيولة تعزيز الشراكة التربوية مع بعثة الاتحاد الأوروبي لتطوير التعليم حرائق اللاذقية تلتهم عشرات آلاف الدونمات.. و"SAMS" تطلق استجابة طارئة بالتعاون مع شركائها تصحيح المسار خطوة البداية.. ذوو الإعاقة تحت مجهر سوق العمل الخاص "برداً وسلاماً".. من حمص لدعم الدفاع المدني والمتضررين من الحرائق تأهيل بئرين لمياه الشرب في المتاعية وإزالة 13 تعدياً باليادودة "سكر مسكنة".. بين أنقاض الحرب وشبهات الاستثمار "أهل الخير".. تنير شوارع خان أرنبة في القنيطرة  "امتحانات اللاذقية" تنهي تنتيج أولى المواد الامتحانية للتعليم الأساسي أكرم الأحمد: المغتربون ثروة سوريا المهاجر ومفتاح نهضتها جيل التكنولوجيا.. من يربّي أبناءنا اليوم؟