سهيلة إسماعيل
تحيط به الأشجار الوارفة وتحرسه شجرة دلب كبيرة وفي الجهة المقابلة له ثمة غابة جميلة تملؤها الأشجار الحراجية وتقع على مرتفع شامخ كشموخ شجر السنديان والبلوط. إنه نبع الفوار الواقع في أخفض منطقة من قرية الزويتينة «60 كم غرب حمص» بوادي النضارة في ريف حمص الغربي. وهو معلم من المعالم السياحية المهمة والنادرة، بنيت المطاعم والمنتزهات بالقرب منه ليكون مقصداً للزوار من الداخل والخارج.
أما لماذا سميَّ نبع الفوَّار فلأن مياهه «تفور» وتتدفق على نحو مفاجئ يسبقها سماع أصوات قوية، وهي مياه عذبة وصالحة للشرب تجري بعد تدفقها في نهر يسمى «نهر العطشان»، وقد استغل سكان المنطقة قديماً هذه الظاهرة الطبيعية والعجيبة بإقامة طاحونة قمح تحركها قوة المياه المتدفقة، كما زرعوا الأراضي المجاورة لريها من مياهه الغزيرة.
وللنبع أهمية تاريخية لوقوعه على الطريق التجارية قديماً بين طرابلس ودير مار جريس الحميراء. وسمي قديماً في عهد الإمبراطور الروماني تيتوس بـ «السبتي» لاعتقاد الناس أن النبع لا يتدفق إلا كل سبعة أيام، لكن الواقع يدحض هذه المعلومة.
عن عدد مرات تدفق المياه في النبع فهي كما قال رئيس بلدية الزويتينة أنور سنكري: قد تكون مرة أو ثلاث مرات في اليوم أو مرة في الأسبوع، ولأن الظاهرة طبيعية ونادرة فلا يمكن توقع زمن حدوثها، إنها قدرة ربانية، لم يتم تفسيرها حتى الآن.
وتتدفق المياه من النبع العميق في الأرض من جهة الجنوب إلى الشمال، ويضيف سنكري إن أهالي المنطقة لا يعرفون متى تدفق النبع لأول مرة، لكن ثمة أقاويل وحكايات يتم تداولها بين الناس ومنها أن والي مصر محمد علي مرّ في المنطقة وجلس في منطقة النبع لتناول الطعام وبعد ذلك تدفقت المياه، بينما يقول آخرون إنَّ أعرابياً كان قد أضاع طاسة صغيرة وفيها قطعة ذهبية وخلال رحلة بحثه عنها تدفقت المياه وأخرجتها له إلى سطح الأرض، لكن هذه الحكايات ليست مُثبتة في كتب التاريخ.
يُذكر أن قرية الزويتينة سميت بهذا الاسم لاشتهارها بشجر الزيتون، ففيها أشجار تجاوز عمرها القرن.